حدير الأسدي من الكناسة فقلت في كلام له: لا والأمانة، فجعل يبكي فظننت أني قد أتيت أمرا عظيما فقلت: كأنك تكره ما قلت؟ قال: نعم كان عمر ينهى عن الحلف بالأمانة أشد النهي.
حدثني أحمد بن الصباح، ثنا هشيم عن العوام عن ربيع بن عتاب قال: كنت أمشي مع زياد بن حدير فسمع رجلا يحلف بالأمانة فبكى فقلت: ما يبكيك؟ فقال: أما سمعت هذا الحلف بالأمانة لحك خشاشي [1] حتى تدمي أحب إلى من أن أحلف بالأمانة.
حدثني أحمد بن إبراهيم، ثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ عَاصِمِ بْنِ أبي النجود عن زياد بن حدير الأسدي قال: قدمت على عمر وعلي طيلسان وشاربي عاف، فرفع رأسه، فنظر إلي ولم يرد السلام، قال: فانصرفت عنه وأتيت ابنه عاصما فشكوت ذلك إليه وقلت له: لقد رميت من أمير المؤمنين في الرأس قال: سأكفيك ذاك. فلقي أباه فقال: يا أمير المؤمنين أخوك زياد بن حدير سلم عليك فلم ترد عليه السلام فقال: إني رأيت عليه طيلسانا ورأيت شاربه عافيا، قال: فأخبرني فقصصت شاربي، وكان معي برد فحللته وجعلته إزارا، ثم أقبلت إلى عمر فسلمت عليه فقال: وعليك السلام، هذا خير مما كنت فيه يا زياد.
حدثني أحمد بن إبراهيم، ثنا زكريا بن عدي عن أبي خالد الأحمر عن الأعمش عن شمر بن عطية عن زياد بن حدير قال: أفقه قوم ما لم يبلغوا التقى.