فزوجه إياها، فأرسل إِلَى عَاصِم بْن عُمَرَ بعشرة آلاف درهم، فرد عَلَيْهِ ستة آلاف، وأخذ أربعة آلاف.
وخطب أم عَاصِم: عَبْد الْعَزِيزِ بْن مروان بْن الحكم، فتزوجها فولدت لَهُ: أَبَا بَكْرٍ، وعمر ابني عَبْد الْعَزِيزِ، وحملت إِلَيْهِ وَهُوَ والي مصر، فتوفيت عَنْهُ، فتزوج حفصة، وقد كَانَ قتل إِبْرَاهِيم بْن نعيم عَنْهَا يَوْم الحرة، ولما مرت أم عَاصِم بأيلة أهدى لَهَا معتوه كَانَ هناك يقال لَهُ شرشير هدية فأثابته وأحسنت إِلَيْهِ، ومرت بِهِ حفصة ففعل مثل ذَلِكَ فدنت فيما وهبت لَهُ وأغفلته، فَقَالَ: هيهات ليست حفصة من رجال أم عَاصِم، فمرت مثلا.
وَكَانَ عُمَر بْن الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَقُول: رحم اللَّه نعيما، سبقني إِلَى الحسنيين، أسلم قبلي وسبقني إِلَى الجنة.
وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: استشهد نعيم يَوْم أجنادين، ويقال يَوْم اليرموك سنة خمس عشرة، وَقَالَ الْكَلْبِيّ: استشهد بمؤتة، وَكَانَ نعيم يكنى أبا عَبْد اللَّهِ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، وَالْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ عن الواقدي عن فَرْوَةَ عَنْ أَبِي بَكْر بْن مُحَمَّد بْن عَمْرو بْن حازم قَالَ: مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِدَارٍ أَكْثَرَ زِيَارَةٍ مِنْهُ لِدَارِ نُعَيْمٍ النَّحَّامِ.
وَقَالَ أَبُو الْيَقْظَانِ: لا عَقِبَ لِنُعَيْمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
ومن بني عويج:
هاجر فِي المرة الثانية إِلَى أرض الحبشة، ومات بأرض الحبشة، وَهُوَ أول من ورث فِي الإِسْلام، ورثه ابنه النعمان بْن عدي. والنعمان هذا هو الذي