أمة مُحَمَّد، فَقَالَ: كذبت. إن ربي ليعلم أني لم أضمر لها غير العدل والإحسان، فَقَالَ عُيَيْنَة: لم أذهب هناك، ولكن يفقدون سيرتك فيضرب بعضهم رقاب بعض، فَقَالَ: مَا أنا لِذَلِكَ بآمن، فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ احترس من الأعاجم، وأخرجهم مِنَ الْمَدِينَةِ، فإني لا آمنهم عليك، فلما طعن قَالَ: مَا فعل عُيَيْنَة؟ قَالُوا: مات بالحاجر، فَقَالَ: إن هناك لرأيا.
قَالَ: وَقَالَ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر: دعا عمر أبا لؤلؤة عَبْد الْمُغِيرَة فَقَالَ لَهُ: اعمل لِي رحى، فَقَالَ: نعم أعمل لك رحى يسمع بِهَا من بين لأبتيها [1] ، قَالَ: وَكَانَ أَبُو لؤلؤة من سبي نهاوند.
قَالَ الْمَدَائِنِيّ: ومن رواية بعضهم أن عمر افتتح سورة النحل فطعنه أَبُو لؤلؤة، وجال فِي الصفوف، فطعن من عرض لَهُ قريبا، فرماه رجل ببرنس، كَانَ عَلَيْهِ فصرعه فنحر نفسه، قَالَ: ويقال إن الَّذِي رمى أبا لؤلؤة رَجُلٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، ثُمَّ مِنْ بَنِي رباح يقال لَهُ حطان بْن مالك. قَالَ: ويقال إنه مات من طعنه أربعة منهم: إياس بْن البكير بْن عَبْدِ ياليل الكناني، وكليب بْن قَيْس الجزار الكناني، فأخبر عمر، فَقَالَ: مَا كنت أرى كليبا يسبقني إِلَى الجنة.
الْمَدَائِنِيّ قَالَ: قَالَ الزُّهْرِيّ: طعن عمر رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ يَوْم الأربعاء لسبع بقين من ذي الحجة، وَقَالَ غيره لست بقين من ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين، وتوفي لهلال المحرم سنة أربع وعشرين، وتوفي ابْن ستين سنة وذلك أثبت الأقاويل، قَالَ: وَكَانَ مغشيا عَلَيْهِ حَتَّى قيل لَهُ الصلاة، فَقَالَ: نعم الصلاة، وَلا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة.