وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثنا يَحْيَى بْنُ آدَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ مُجَالِدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ: إِنَّ عِنْدَكَ مَالا أَصَبْتَهُ مِنَ الْيَمَنِ؟ فَقَالَ: قَدْ طَيَّبَهُ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَمْ يَعْرِضْ لِي فِيهِ أَبُو بَكْرٍ، فَتَرَكَهُ عُمَرُ، فَرَأَى مُعَاذٌ فِي مَنَامِهِ كَأَنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ، فَأَرَادَ أَنْ يَنْهَضَ فَلَمْ يَقْدِرْ، فَقَصَّ ذَلِكَ عَلَى عُمَرَ وَقَالَ: مَا أَظُنُّ هَذَا إِلا لِمَكَانِ الْمَالِ؟

فَقَالَ عُمَرُ: اقْسِمْهُ قِسْمَيْنِ فَاجْعَلْ شَطْرَهُ لِلْمُسْلِمِينَ، فَقَسَمَهُ فِيهِمْ.

وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن عَلِيّ بْن الأسود عَن يَحْيَى بْنِ آدَمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ قَالَ: كَانَ عُمَرُ يَكْتُبُ أَمْوَالَ عُمَّالِهِ إِذَا وَلاهُمْ وَيُقَاسِمَهُمْ مَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ وَرُبَّمَا أَخَذَهُ مِنْهُمْ، فَكَتَبَ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَهُوَ بِمِصْرَ أَنَّهُ قَدْ فَشَتْ لَكَ فَاشِيَةٌ مِنْ مَتَاعٍ وَرَقِيقٍ وَآنِيَةٍ وَحَيَوَانٍ لَمْ تَكُنْ لَكَ حِينَ وُلِّيتَ مِصْرَ؟ فَكَتَبَ عَمْرٌو: إِنَّ أَرْضَنَا أَرْضُ مَتْجَرٍ وَمُزْدَرَعٍ، فَنَحْنُ نُصِيبُ فَضْلا عَمَّا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ لِنَفَقَتِنَا، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عُمَرُ: إِنِّي قَدْ خُبِّرْتُ مِنْ عُمَّالِ السُّوءِ مَا كَفَى، وَكِتَابُكَ إِلَيَّ كِتَابُ ضَجِرٍ قَدْ أَقْلَقَهُ الأَخْذُ بِالْحَقِّ، فَقَدْ سُؤْتُ بِكَ ظَنًّا، وَقَدْ وَجَّهْتُ إِلَيْك مُحَمَّد بن مسلمة لِيُقَاسِمَكَ مَالَكَ، فَاخْرُجْ مِمَّا يُطَالِبُكَ بِهِ، وَاعْفِهِ مِنَ الْغِلْظَةِ عَلَيْكَ، فَإِنَّهُ بَرِحَ الْخَفَاءَ.

عَلِيُّ بْن مُحَمَّد أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيّ عَن ابْنِ الْمُبَارَكِ بِمِثْلِهِ.

الْمَدَائِنِيُّ عَن عِيسَى بْن يَزِيدَ قَالَ: لَمَّا قَاسَمَ مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ عَمْرٌو: إِنَّ زَمَانًا عَامَلَنَا فِيهِ ابْنُ حَنْتَمَةَ هَذِهِ الْمُعَامَلَةَ لَزَمَانُ سُوءٍ، لَقَدْ كَانَ الْعَاصُ يَلْبَسُ الْخَزِّ بِكِفَافِ الدِّيبَاجِ، فَقَالَ مُحَمَّدٌ: مَهْ يَا عَمْرُو فَلَوْلا زَمَانُ ابْنِ حَنْتَمَةَ هَذَا الَّذِي تَكْرَهُهُ لأَلْفَيْتَ مُعْتَقَلا عَنْزًا بِفِنَاءِ بَيْتِكَ يَسُرُّكَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015