ببغلة فركبها وجعل يَقُول لمولاه: أما من موضع أقدر عَلَى النزول فِيهِ؟
فيقول: لا، قد لحقك القوم فيقول: مَا رأيت مصرع شيخ أضيع، ثُمَّ صار فِي دار من دور بني سَعْد فمات بِهَا ودفن.
حَدَّثَنِي الْحُسَيْن بْن علي الأسود، أنبأ حَمَّاد بْن أسامة عَن إِسْمَاعِيل بْن قَيْس قَالَ: رمى مروان طَلْحَة بسهم فأصابه فِي ركبته فمات، فدفنوه عَلَى شاطئ الكلاء [1] فرأى بعض أهله أنه قَالَ: أَلا تزيحوني من هَذَا الماء، فإني قد غرقت، فنبشوه من قبره، وَهُوَ أخضر كأنه السلق ونزفوا عَنْهُ الماء، ثُمَّ استخرجوه فإذا مَا عَلَى الأرض من لحمه ووجهه قد أكلته الأرض، فاشتروا دارا من دور آل أَبِي بَكْرة فدفنوه فِيهَا.
قَالُوا: وَكَانَ يَوْم الجمل يَوْم الخميس لعشر ليال خلون من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين، وَكَانَ طَلْحَة يَوْم قتل ابْن أربع وستين سنة، ويقال ابْن اثنتين وستين.
وَقَالَ أَبُو اليقظان وغيره من البصريين: دفن طَلْحَة عند قنطرة قرة بالبصرة، فرأت عَائِشَة بِنْت طَلْحَة بعد ثلاثين سنة أنه يشكو النز، فأمرت فاستخرج فوجد طريا، وتولى استخراجه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن سلامة التميمي، فدفن بالهجريين، وقبره هناك معروف.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ وَأَبُو بَكْرٍ الأَعْيَنُ، ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: إِنِّي لَعِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ جَالِسٌ إِذْ جَاءَ ابْنٌ لِطَلْحَةَ فَسَلَّمَ فَرَحَّبَ به علي فقال: