الْمَدَائِنِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ دِينَارٍ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعَائِشَةَ: إِنِّي كُنْتُ نَحَلْتُكِ حَائِطِي، وَإِنِّ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَرُدِّيهِ إِلَى الْمِيرَاثِ، وَانْظُرِي ثَوْبَيَّ هَذَيْنِ فَاغْسِلِيهِمَا وَكَفِّنِينِي فِيهِمَا فَإِنَّ الْحَيَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ، إِنَيِّ وُلِّيتُ أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ فَأَكَلْتُ مِنْ جَرِيشِ طَعَامِهِمْ، وَلَبِسْتُ مِنْ خَشِنِ ثِيَابِهِمْ، فَلَيْسَ لَهُمْ قِبَلِي دِينَارٌ وَلا دِرْهَمٌ، وَلَيْسَ لَهُمْ عِنْدِي إِلا هَذَا النَّاضِحُ، وَالْعَبْدُ الْحَبَشِيُّ، وَهَذِهِ الْقَطِيفَةُ فَإِذَا مُتُّ فَابْعَثِي بِذَلِكَ إِلَى عُمَرَ.
حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ فَرُّوخَ، ثنا الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَدَّانِيُّ، ثنا أَبُو كِبَاشٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بن الأشعث بن قيس قال: حدثني عَائِشَةُ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ قَالَ لَهَا: يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ غِنًى مِنْكِ، وَقَدْ كُنْتُ أَقْطَعْتُكِ أَرْضًا لا إِخَالُكِ رَزَأْتِ مِنْهَا شَيْئًا، وَأَنَا رَادُّهَا مِيرَاثًا يُقْسَمُ بَيْنَ وَلَدَيَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ، وَإِذَا مُتُّ فَابْعَثِي بِهَاتَيْنِ اللَّقْحَتَيْنِ وَأَحْلاسِهِمَا وَحَالِبِهِمَا، وَهَذِهِ الْجَارِيَةُ إِلَى عُمَرَ. فَلَمَّا تُوُفِّيَ بَعَثْتُ بِذَلِكَ فَقَبَضَهُ وَرَدَّ الْجَارِيَةَ وَقَالَ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ فَقَدْ أَتْعَبَ مَنْ بَعْدَهُ.
حَدَّثَنَا عَفَّانُ وَهُدْبَةُ قَالا ثنا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى، أنبأ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ قَالَ لِي حِينَ حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ: إِنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِي أَحَبُّ إِلَيَّ غِنًى، وَلا أَعَزَّ عَلَيَّ فَقْرًا مِنْكِ، وَقَدْ كُنْتُ نَحَلْتُكِ مِنْ أَرْضِي بِالْعَالِيَةِ جِدَادَ عِشْرِينَ وَسْقًا وَلَوْ كُنْتُ جَدَّدْتُهُ تَمْرًا عَامًا وَاحِدًا لَحَازَ ذَلِكَ، وهو مال الوارث، وإنما هو أَخَوَاكِ وَأُخْتَاكِ، فَقُلْتُ: إِنَّمَا هِيَ أَسْمَاءُ، فَقَالَ: قَدْ أُلْقِيَ فِي رُوعِي أَنَّ ذَا بَطْنِ ابْنَةِ خَارِجَةَ جَارِيَةٌ، فَاسْتَوْصِي بِهَا خَيْرًا، فَوَلَدَتْ أُمَّ كُلْثُومٍ.
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْن سَعْدٍ عَنِ الْوَاقِدِيِّ قَالَ: كَانَ المال الَّذِي نحله أَبُو بكر