حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن أسامة بْن زيد بْن أسلم، عن أبيه، قَالَ: كَانَ أَبُو بَكْرٍ مَعْرُوفًا بِالتِّجَارَةِ، لَقَدْ بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَعِنْدَهُ أَرْبَعُونَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، فَكَانَ يُعْتِقُ مِنْهَا وَيُقَوِّي الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ بِخَمْسَةِ آلافٍ، ثُمَّ فَعَلَ فِيهَا مِثْلَمَا كَانَ يَفْعَلُ بِمَكَّةَ [1] .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ، عَنِ الْوَاقِدِيِّ، عَنِ ابن أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ صَالِحِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ زَائِدَةَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الدَّوْسِيِّ، عَنْ أَبِي أَرْوَى الدَّوْسِيِّ، قَالَ: أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الرِّجَالِ، أَبُو بَكْرٍ [2] .
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هِشَام بْنِ بَهْرَامَ، ثنا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، ثنا شُعْبَةُ، حَدَّثَنَا الْحَرُّ بْنُ صَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الأَخْنَسِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَخْطُبُ، فَنَالَ عَلِيًّا، فَقَالَ لَهُ سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو:
أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: [ «النَّبِيُّ فِي الْجَنَّةِ، وَأَبُو بَكْرٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الْجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الْجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الْجَنَّةِ، وَالزُّبَيْرُ فِي الْجَنَّةِ، وَسَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ فِي الْجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الْجَنَّةِ،] وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أُسَمِّي الْعَاشِرَ لَفَعَلْتُ، فَلَمْ يَزَالُوا بِهِ حَتَّى ذَكَرَ نَفْسَهُ» .
وَقَالَ الواقدي: لَمَّا هَاجَرَ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من مَكَّة إِلَى الْمَدِينَة، نزل أَبُو بَكْر عَلَى خارجة بْن زَيْد بْن أَبِي زُهَيْر الخزرجي، وتزوج ابنته حبيبة، فولدت لَهُ أم كلثوم بعد وفاته. ويقال بل نزل عَلَى خبيب بن أساف، ولم