يَا زهري. أي شهر كَانَ شهر الزكاة؟ فَقَالَ الزُّهْرِيّ: حَدَّثَنِي السائب بْن يَزِيدَ أن عُثْمَان خطب فَقَالَ: هَذَا شهر زكاتكم، وَلا أدري أي شهر، فَقَالَ لِي هِشَام: يَا بن ذكوان مَا عندك؟ فقلت يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أو بهذا إخفاء؟ إن عمر وعثمان كانا يجعلان شهر الزكاة المحرم وَمَا أحد يخالف فِي هَذَا، فَقَالَ هِشَام: استفد يَا زهري، فَقَالَ الزُّهْرِيّ: مجلس أَمِير الْمُؤْمِنِينَ المجلس الَّذِي يستفاد فِيهِ العلم.

قَالَ أَبُو الزناد: وَكَانَ الزُّهْرِيّ حين جلس لا يشك فِي أنه يسأل عَن شَيْء إِلا وجد عنده منه علم، فسئل عَن أيسر الأشياء فلم يعلمه.

الْمَدَائِنِيّ عَنِ ابْنِ جعدبة أن رجلا استشار الزُّهْرِيّ فِي بعض الأمر فَقَالَ: إن عَبْد اللَّهِ بْن جَعْفَر كَانَ يَقُول: من الخرق اثنتان: الدالة عَلَى السلطان، والوثبة قبل الإمكان.

وَقَالَ الْمَدَائِنِيّ عَن الوقاصي: قارف الزُّهْرِيّ ذنبا فجزع وكاد يهيم عَلَى وجهه، فَقَالَ لَهُ علي بن الحسين: لقنوطك من رحمة اللَّه الَّتِي وسعت كل شَيْء أشد عليك من ذنبك الَّذِي أتيته، فَقَالَ الزُّهْرِيّ: اللَّه أعلم حَيْثُ يجعل رسالاته.

وَكَانَ أخو الزُّهْرِيّ وَهُوَ عَبْد اللَّهِ بْن مسلم يكنى أبا مُحَمَّد، وَهُوَ أسن من الزُّهْرِيّ.

وَكَانَ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مسلم يروي عَن عمه الزُّهْرِيّ، وَكَانَ يكنى أبا عَبْد اللَّهِ، قتله غلمانه بأمر ابنه، وَكَانَ ابنه سفيها شاطرا فأراد أن يحوي الميراث متعجلا لَهُ، ووثب الغلمان أَيْضًا عَلَيْهِ فقتلوه، وذلك فِي خلافة أَبِي جَعْفَر المنصور أَمِير الْمُؤْمِنِينَ، وقتل ابنه بعده بسنتين أو أكثر.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015