حَدَّثَنَا عَفَّانُ، ثنا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، أنبأ حُمَيْدُ بْنُ هِلالٍ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لابْنِ عُمَرَ: هَلْ لَكَ فِي مَتْجَرٍ أَدُلُّكَ عَلَيْهِ تُصِيبُ مِنْهُ؟ فَقَالَ:

مَا عِنْدِي مَالٌ، قَالَ ائْتِ سَعْدًا فَاسْتَقْرِضْ مِنْهُ مِنْ مَالِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَقْرَضَ خَمْسَةَ آلافِ دِرْهَمٍ فَاشْتَرَى بِهَا دِيبَاجًا مَنْسُوجًا بِالذَّهَبِ فَأَحْرَقَهُ فَأَصَابَ فَضْلا وَرَدَّ رَأْسَ الْمَالِ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ قَالَ لَهُ عُمَرُ: مَا هَذَا الَّذِي جِئْتَ بِهِ؟ فَأَخْبَرَهُ كَيْفَ صَنَعَ، فَقَالَ: أَكُلُّ الْمُسْلِمِينَ أَقْرَضَ كَمَا أَقْرَضَكَ؟

قَالَ: لا. قَالَ: فَإِنِّي أَعْزِمُ عَلَيْكَ لَمَا رَدَدْتَ هَذَا الْفَضْلَ إِلَيْهِمْ.

حَدَّثَنِي أَبُو حَسَّانٍ الزِّيَادِيُّ عَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ التَّوَّزِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:

كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ: أَنِ اكْتُبْ لِي مَا أَحْدَثَتْ فُحُولُ الشُّعَرَاءِ فِي الإِسْلامِ، فَسَأَلَ لَبِيدًا فَقَالَ لَهُ: مَا أَحْدَثْتُ شَيْئًا، لَقَدْ شَغَلَنِي الْقُرْآنُ عَنِ الشِّعْرِ، فَزَادَهُ عُمَرُ فِي عَطَائِهِ.

حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ وَعَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالا: ثنا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ، قَالَ:

«مَرِضْتُ مَرَضًا أَشْفَيْتُ مِنْهُ عَلَى الْمَوْتِ فَأَتَانِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي فَقُلْتُ:

يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ لِي مَالا كَثِيرًا أَفَأُوصِي بِثُلُثَيْ مَالِي؟ قَالَ: لا. قُلْتُ فَالشَّطْرُ؟ قَالَ: لا. قُلْتُ: أَفَأُوصِي بِالثُّلُثِ؟ قَالَ: الثُّلُثُ، [وَالثُّلُثُ كَثِيرٌ، لأَنَّكَ أَنْ تَتْرُكْ وَلَدَكَ أَغْنِيَاءَ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَتْرُكَهُمْ عَالَةً يَتَكَفَّفُونَ النَّاسَ، وَإِنَّكَ لَنْ تُنْفِقَ نَفَقَةً إِلا أُجِرْتَ عَلَيْهَا، حَتَّى اللُّقْمَةَ تَجْعَلُهَا فِي فِي امْرَأَتِكَ، وَلَعَلَّكَ أَنْ تُخَلَّفَ حَتَّى يَنْتَفِعَ بِكَ أَقْوَامٌ وَيُضَرَّ آخَرُونَ.] [اللَّهُمَّ أَمْضِ لأَصْحَابِي هِجْرَتَهُمْ وَلا تَرُدَّهُمْ عَلَى أَعْقَابِهِمْ لَكِنَّ الْبَائِسَ سَعْدَ بْنَ خَوْلَةَ مَاتَ بِمَكَّةَ» ] قَالُوا: يَقُولُ رَجَعَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي هَاجَرَ مِنْهَا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015