ابْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ مَكَّةَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ نَزَلُوا الْعُصَبَةَ [1] فَكَانَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ يَؤُمُّهُمْ لأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ. قَالَ: وَآخَى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ سَالِمٍ وَبَيْنَ أَبِي حُذَيْفَةَ وَبَيْنَ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ وَآخَى بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُعَاذِ بْنِ مَاعِصٍ مِنَ الأَنْصَارِ وَهُوَ أَحَدُ مَنِ اسْتُشْهِدَ يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ.

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنِ الْوَاقِدِيِّ عَنْ يُونُسَ بْنِ مُحَمَّدٍ الظَّفَرِيِّ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْن ثَابِتِ بْن قَيْسِ بْن شَمَّاسٍ قَالَ: لَمَّا انْكَشَفَ الْمُسْلِمُونَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ قَالَ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ:

مَا هَكَذَا كُنَّا نَفْعَلُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فَحَفَرَ لِنَفْسِهِ حُفْرَةً وَقَامَ فِيهَا وَمَعَهُ رَايَةُ الْمُهَاجِرِينَ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ شَهِيدًا، وَذَلِكَ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ.

قَالَ الْوَاقِدِيُّ: وَقَالَ غَيْرُ يُونُسَ: فَوُجِدَ رَأْسُ سَالِمٍ عِنْدَ رِجْلَيْ أَبِي حُذَيْفَةَ أَوْ رَأْسِ أبي حذيفة عند رجلي سالما.

حَدَّثَنِي أَبُو مُوسَى إِسْحَاقُ الْفَرْوِيُّ، ثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ الضَّرِيرُ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ أَنَّ سَالِمًا مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ قُتِلَ يَوْمَ الْيَمَامَةِ فَبَاعَ عُمَرُ مِيرَاثَهُ بَعْدُ فَبَلَغَ مِائَتَيْ دِينَارٍ، فَأَعْطَاهَا أُمَّهُ، وَقَالَ: كُلِيهَا [2] .

وقال ابن الكلبي: كَانَ لأبي حذيفة من الولد: عَاصِم بن أبي حذيفة،

وأمه آمنة بنت عُمَر بن حرب بن أمية وقد انقرض ولد أبي حذيفة، وانقرض ولد عتبة بن ربيعة إلّا ولد المغيرة بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015