ثم آتاه إِبْرَاهِيمَ بْن مُحَمَّد بْن طَلْحَة بْن عُبَيْدِ الله فقال: يا أمير المؤمنين أعدني على نافع بن علقمة، فإنه أخذ داري. قال: أفلا رفعت ذلك إلى أمير المؤمنين عبد الملك؟ قال: قد فعلت فسلك بي غير طريق الحق، قال:
أفلا أتيت الوليد؟ قال: قد فعلت فسلك بي طريق أبيه. قال: أفلا رفعت إلى سليمان؟ قال: قد فعلت فسلك بي طريق أبيه وأخيه. قال: فعمر بن عبد العزيز؟ قال: عوجل رحمه الله، فغضب هشام وقال: لا يزال الرجل يتكلم عند أمير المؤمنين بما يستحق من يتكلم بمثله أن يدق أنفه ويسحب على وجهه. قال: إذا يسبق خيرك شرك، وتقطع رحمك، وتكون يد الله فوق يدك، وأمر الله من ورائك، أما والله، أن القضاء ليتعقب وإن الفاسق ليصلح.
فقال هشام: قبح الله من زعم أن قومي قد ذهبوا، هذا زعم إن قضائي يرد، وابن عروة يتهددني.
ثم قال لإبراهيم: لو كان فيك مضرب لضربتك مائة، قال إبراهيم: في مضرب ألف، قال هشام: سوءة اكتمها علي. قال: فما أخبرت بها أحدا حتى مات، فلما مات حدثت بها لأنها مكرمة.
وقال الفرزدق وقد خاف خالدا.
ألم تعلموا يا آل مروان نعمة ... لمروان عندي مثلها تحقن الدما
وما كان عني رد مروان إذ طغى ... عليّ زياد بعد ما كان أقسما
ليقتطعن حرفي لساني الذي به ... لخندف أرمي عنهم من تكلما