فتفرقوا عنه، وبقي فيما بين التسعمائة إِلَى الألف، وعمر فِي أحد وعشرين ألفا. وَقَالَ رجل لأبي فديك: إن عطية بْن الأسود بريء من نجدة فإن كنا مخطئين فنجدة محق، وإن كنا محقين فعطية لنا ولي فما تقول؟. قَالَ:

ليس هذا يوم نظر. عدونا قد نزل فنجتمع عَلَى حربه حَتَّى يحكم اللَّه بيننا، ثُمَّ ننظر فيما سألت عنه، قَالَ: فعلام أسفك دمي؟ ولحق باليمامة.

وجعل عمر عَلَى الحرس: عباد بْن الحصين الحبطي فخرج ليلة فتلقاه المغيرة بْن المهلب فَقَالَ عباد: من هذا؟ وَقَالَ المغيرة: من هذا؟ فضربه عباد فشجه. فقيل لَهُ: هذا المغيرة فكف عنه، فغضبت الأزد للمغيرة ولبسوا السلاح فجاء رجل من هناءة من الأزد وَكَانَ متألها فَقَالَ لَهُ رجل من قومه: اتق اللَّه. فَقَالَ: اغرب، تقول لي اتق اللَّه وقد ضرب ابْن المهلب؟.

وبلغ عبادا فَقَالَ: أعلى هذه الحال ونحن بإزاء العدو، ولئن كانت بيننا صيحة ليهلكن هذا الجيش. فمشى إِلَى المغيرة فاعتذر إِلَيْهِ، ويقال إنه إنما كان هذا أيام مايرْنا بنهر تيرى وهم يقاتلون الأزارقة، وضرب عباد المهلب فغضبت الأزد، والأول أثبت.

وأقام عمر بْن عبيد اللَّه ثلاثة أيام ثُمَّ أتاهم أَبُو فديك فنزل بإزائهم وخندق خندقا دون خندق وخرج عمر من معسكره ينظر ومعه رجلان من بني حنيفة فلقوا رجلا من أصحاب أَبِي فديك فحملوا عَلَيْهِ فَقَالَ: سبحان اللَّه أما تستحيون؟ ثلاثة عَلَى فارس واحد؟ ليبرز إِلَى رجل رجل. فبرز إِلَيْهِ أحد الحنفيين فلم يصنع شيئا، وطعنه الخارجي فقتله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015