حسابك لفارس وصححه. قَالَ: نعم. وقام فاتبعه روح بْن زنباع الجذامي فَقَالَ: يَا أبا حفص. ترد عَلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ ويقسم فتقسم. قَالَ: يَا أبا زرعة إن أخاه بشرا بالكوفة وابن عمه خالد بْن عَبْد اللَّهِ بالبصرة وهما حائلان بيني وبين مَا أريد من النخبة، وأن يندبا معي إلا ضعفة النَّاس من لا يحامي عَلَى دين ولا حسب، فإن صبرت قتلت ضيعة وإن أنحزت افتضحت.

فرجع روح إِلَى عَبْد الْمَلِكِ بقول عمر، فأرسل إِلَيْهِ عَبْد الْمَلِكِ فرده وَقَالَ: يَا أبا حفص، لو رأيت بين عيني أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وتدا أما كنت نازعه وواقيا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ مكروهه؟ قَالَ: بلى والله يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بنفسي وأهلي ومالي. قَالَ: فإن أبا فديك وتد بين عيني فاكفني أمره. قَالَ: نعم إن أعفيتني من عنت بشر وخالد قَالَ: فليس لأحد عليك سلطان فِي بلد تنزله وليس لك أن تصلي بالناس ولا تجبي الخراج وأنت مسلط عَلَى الدواوين فانتخب من شئت وكم شئت، وكتب لَهُ بِذَلِكَ إِلَى بشر، فسار حَتَّى قدم الْكُوفَة عَلَى بشر، فأكرمه وأقعده مَعَهُ عَلَى السرير وَقَالَ: والله لو لم يكتب إلي أَمِير الْمُؤْمِنِينَ بما كتب فيك، لقويت، فهذه الدواوين فانتخب من شئت، وهذا المال فأعطهم، فانتخب من كل ربع ألفين وأعطاهم أعطياتهم، فلم يكلمه بشر فِي تخليف أحد، وَقَالَ لهم: سيروا إِلَى البصرة، واستعمل عليهم مُحَمَّد بْن موسى بْن طَلْحَةَ بْن عُبَيْدِ اللَّهِ.

وساروا وتزوج عمر بالكوفة عائشة بنت طلحة فأقام عندها أياما، ثُمَّ اتبع مُحَمَّد بْن موسى وحمل مَعَهُ عائشة فقدم البصرة وأوصل كتاب عَبْد الْمَلِكِ إِلَى خالد، وانتخب من أَهْل البصرة ثلاثة عشر ألفا، فكلمه خالد فِي قوم ليخلفهم فأبى ذَلِكَ فمنعه خالد الديوان، فَقَالَ بيهس بْن صهيب الجرمي:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015