اقتتلوا ثلاثة أيام ضربا بالسيوف وطعنا بالرماح وخبطا بالعمد، فَقَالَ: لشد مَا مدحته أبا عقبة، فَقَالَ: كلا ولكنه يحتمل المصيبة ويلقى كثيرا بقليل.

ولم يزل عتاب بْن ورقاء مَعَ المهلب حَتَّى بعث إِلَيْهِ الحجاج فِي القدوم للقاء شبيب، فأعطي المهلب أَهْل البصرة ولم يعط أَهْل الْكُوفَة، فسأله عتاب إعطاءهم فلم يفعل فَقَالَ لَهُ: حدثت إنك شجاع فرأيتك جبانا، وحدثت أنك جواد فرأيتك بخيلا. فَقَالَ المهلب: يابن اللخناء. فَقَالَ:

إنها لمعمة مخولة، فغضبت بكر بْن وائل للمهلب فشتم بسطام بْن نعيم بْن هبيرة أخو مصقلة عتابا للحلف، وَكَانَ المهلب كارها لحلف بكر والأزد، فلما رأى أن بكرا قد نصرته سره ذَلِكَ الحلف، فلم يزل بعد ذَلِكَ يشدده ويقويه.

وغضبت تميم البصرة لعتاب، وأزد الْكُوفَة للمهلب. فمشى المغيرة فيما بين أبيه وعتاب حَتَّى أصلحه وكلم أباه فأعطى الكوفيين، فَقَالَ رجل من أَهْل هجر:

ألا أبلغ أبا ورقاء عنا ... فلولا أننا كنا غضابا

عَلَى الشيخ المهلب إذ جفانا ... للاقت خيله منا ضرابا

وَكَانَ عتاب وبنو تميم يحمدون المغيرة، وَقَالَ عتاب: إني لأعرف فضله عَلَى أبيه.

وَكَانَ مقام عتاب مَعَ المهلب ثمانية أشهر يقاتل مَعَهُ الخوارج بفارس وكرمان، واتخذ المهلب ركب الحديد، وكانت ركب النَّاس الخشب. فكان الفارس يضرب ركابه فيقطع الركاب وقدمه، فَقَالَ عمران بْن عصام العنزي من عنزة:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015