كتابا ذم فيه الحجاج ونسبه إِلَى العجلة والتسرع إِلَى القتل. فبعث عَبْد الْمَلِكِ كتابه إِلَى الحجاج فضربه بالسياط حَتَّى مات وذلك بالكوفة.
وَقَالَ أَبُو عبيدة: كتب عَبْد الْمَلِكِ إِلَى عروة وإلى مُحَمَّد بْن عمير بْن عطارد يسألهما عَن سيرة الحجاج. فأما مُحَمَّد بْن عمير فأتى الحجاج بكتابه فأقراه إياه وكتب جوابه برضاء الحجاج وإرادته. وأما عروة فكتب ينسب الحجاج إِلَى التجبر والعجلة فِي الأمور، والتسرع إِلَى العذاب، والإقدام عَلَى الدماء، فضربه حَتَّى قتله بالتجني عَلَيْهِ.
وَقَالَ هِشَام ابْن الْكَلْبِيّ: استعمل الحجاج حمزة بْن المغيرة عَلَى همذان واستعمل مطرفا عَلَى المدائن ونواحيها.
وخرج شبيب بْن يَزِيدَ الخارج عَلَى الحجاج، فجاء حَتَّى نزل مدينة بهرسير [1] ، فَقَالَ بشر بْن الأجدع الهمداني لمطرف:
إني أعيذك بالرحمن من نفر ... حمر السبال كأسد الغابة السود
فرسان شيبان لم يسمع بمثلهم ... أبناء كل كريم النجر صنديد
شدوا عَلَى ابْن حصين فِي كتيبته ... وغادروه صريعا ليلة العيد
وابن المجالد إذ أودت رماحهم ... كأنما زل عَن خلفاء منجود
سعيد بْن المجالد بْن عمير بْن ذي مرار الهمداني يعني أصحاب شبيب الخارجي. فقطع مطرف الجسر بينه وبين شبيب، وبعث إِلَى شبيب أن ابعث إلي رجالا من صلحاء أصحابك لأناظرهم فيما تدعو إِلَيْهِ، فبعث إِلَيْهِ قعنبا وسويد بْن سليمان فِي آخرين.