حَدَّثَنِي عمر بْن شبه عَن مُحَمَّد بْن حاتم: عَن القاسم بْن مالك، ثنا أَبُو الجهم قَالَ: دخل عَلَيْنَا سعيد بْن جبير الديماس [1] ولم يكن لكل واحد منا فيه مقعد إلا قدر مَا يمد رجله، فأوسعت لَهُ إِلَى جنبي فلما كَانَ يوم أخرج ليقتل قَالَ لي: شد علي ثيابي، قَالَ: فشددت عَلَيْهِ بركتي [2] قباء كَانَ عَلَيْهِ من خلفه وخرج بِهِ فقتل.
حَدَّثَنِي عمر بْن شبه عَن عَبْد الْمَلِكِ بْن عَبْد اللَّهِ القطان عن هلال بن جناب قال: جيء بسعيد إِلَى الحجاج فَقَالَ لَهُ: والله لأقتلنك. قَالَ: إني إذا لسعيد كما سمتني أمي. قَالَ: فقتله فلم يلبث بعده إلا نحوا من أربعين يوما فكان إذا نام يراه فِي منامه يأخذ بمجامع ثوبه ويقول: يَا عدو اللَّه فيم قتلتني؟ فيقول: مَا لي ولسعيد بْن جبير.
وَحَدَّثَنِي عمر عَن مُحَمَّد بْن حاتم عَن القاسم بْن مالك عَن رجل من أَهْل هجر عَن عَبْد الْمَلِكِ بْن سعيد بْن جبير قَالَ: لما قدم سعيد بْن جبير عَلَى الحجاج قَالَ: أنت شقي بْن كسير؟ قَالَ: أنا سعيد بْن جبير. قَالَ: والله لأقتلنك. قَالَ: إذا ألقى اللَّه بعملي وتلقاه بدمي، لقد أصابت أمي إذا إذ سمتني سعيدا، فَقَالَ الحجاج: يَا حرسي اضربه ضربة عَلَى حبل عاتقه تخالط رئته، قَالَ: فأذن لي أصلي ركعتين، قَالَ: صل. فلما توجه إِلَى القبلة فَقَالَ اللَّه أكبر كبيرا والحمد لله كثيرا، قَالَ الحجاج: لا، إلا إِلَى قبلة النصارى، فَقَالَ سعيد: أينما تولّوا فثمّ وجه الله فصلى، ثُمَّ ضربه الحرسي ضربة خالطت رئته.