العراق فأحسنت إليك ووفدتك إِلَى أَمِير الْمُؤْمِنِينَ واستشرتك؟ قلت:

بلى. قَالَ: فأنى كنت فِي هذه الفتنة؟ قَالَ: استشعرنا الخوف، واكتحلنا السهر، وأحزن بنا المنزل وأوحش الجناب وفقدنا صالحي الإخوان وشملتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء، وقد كنت أكتب إِلَى يَزِيد بْن أَبِي مسلم بعذري. فصدقه يَزِيد، فَقَالَ الحجاج: هذا، لا من ضربنا بسيفه ثُمَّ جاءنا بالأحاديث كَانَ وَكَانَ.

حَدَّثَنَا أَبُو أَيُّوبَ سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُعَلَّمِ الرَّقِّيِّ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى عَنِ الشَّعْبِيِّ قَالَ: أَتَى بِي الْحَجَّاجُ، فَلَمَّا انْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ لَقِيَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي مُسْلِمٍ، فَقَالَ: إِنَّا لِلَّهِ يَا شَعْبِيُّ لِمَا بَيْنَ كَفَّيْكَ مِنَ الْعِلْمِ، وَلَيْسَ بِيَوْمِ شَفَاعَةٍ، بُؤِ الأَمِيرَ بِالشِّرْكِ وَالنِّفَاقِ عَلَى نَفْسِكَ فَبِالْحَرِيِّ أَنْ تَنْجُوَ، ثُمَّ لَقِيَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحَجَّاجِ فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَةِ يَزِيدَ. فَقَالَ لِي الْحَجَّاجُ: وَأَنْتَ يَا شَعْبِيُّ فِيمَنْ خَرَجَ عَلَيْنَا؟. فَقُلْتُ: أَصْلَحَ اللَّهُ الأَمِيرَ، أَحْزَنَ بِنَا الْمَنْزِلُ، وَأَجْدَبَ الْجِنَابُ، وَضَاقَ الْمَسْلَكُ، وَاكْتَحَلْنَا السَّهَرَ وَاحْتَلَسْنَا الْخَوْفَ وَوَقَعْنَا فِي خِزْيَةٍ لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أَقْوِيَاءَ.

فَقَالَ: صَدَقَ وَاللَّهِ، مَا بَرُّوا بِخُرُوجِهِمْ وَلا قَوَوْا بِحَمْدِ اللَّهِ عَلَيْنَا إِذْ فَجَرُوا، أَطْلَقَ عَنْهُ.

ثُمَّ قَالَ: مَا تَقُولُ فِي أُمٍّ وَأُخْتٍ وَجَدٍّ. قُلْتُ: اخْتَلَفَ فِيهَا خَمْسَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، وَعَلِيٌّ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ. قَالَ: مَا قَالَ فِيهَا ابْنُ عَبَّاسٍ إِنْ كَانَ لَمُتْقِنًا؟. قُلْتُ:

جَعَلَ الْجَدَّ أَبًا فَأَعْطَى الأُمَّ الثُّلُثَ وَلَمْ يُعْطِ الأُخْتَ شَيْئًا. قَالَ: فَابْنُ مَسْعُودٍ؟

قُلْتُ: جَعَلَهَا مِنْ سِتَّةٍ فَأَعْطَى الأُخْتَ النِّصْفَ ثَلاثَةً، وَالْجَدَّ الثُّلُثَ اثْنَيْنِ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015