ألا كنا أناسا أَهْل دنيا ... فنمنعها وإن لم نرج دينا

تركنا دورنا لطغام عك ... وأنباط القرى والأشعرينا

ثُمَّ إن ابْن الأشعث سار إِلَى مدينة زرنج بسجستان وفيها رجل من بني تميم كَانَ خلفه عَلَيْهَا يعرف بالبعار، فلما علم أن ابْن الأشعث منهزم، أغلق باب المدينة دونه ومنعه من دخولها التماسا للتقرب بِذَلِكَ إِلَى الحجاج وتلافي أمره عنده، فأقام عنده، فأقام ابْن الأشعث عَلَيْهَا أياما فلما لم يصل إليها أتى بست فاستقبله عياض بْن عَمْرو السدوسي صاحبه بِهَا وَقَالَ لَهُ: انزل، فجاء حَتَّى نزل، فلما تفرق أصحابه فِي المنازل وأغفلوه وثب عَلَيْهِ فأوثقه ليأمن بِهَا عند الحجاج ويتخذ لديه مكانة.

وعلم رتبيل بمقدم ابْن الأشعث فاستقبله فِي جنوده، فلما أوثق ابْن الأشعث ذهب رجال من أصحابه يركضون حَتَّى استقبلوا رتبيل فأخبروه بما ركب عياض صاحبه منه، فجاء رتبيل حَتَّى أحاط ببست، ثُمَّ نزل وبعث إِلَى عياض فَقَالَ: والله لئن أقذيت عينه أو ضررته أدنى مضرة أو رزأته حبلا من شعر، لا أبرح حَتَّى أقتلك وجميع من معك، ثُمَّ أسبي ذراريكم.

فأرسل إِلَيْهِ: أعطنا أمانا عَلَى أنفسنا وأموالنا، ونحن ندفعه إليك سالما موفورا، فأمنهم ففتحوا الباب لابن الأشعث وخلوا سبيله.

واستأذن ابْن الأشعث رتبيل فِي قتل عياض فَقَالَ: قد أمنته، قَالَ:

فأذن لي فِي الاستخفاف بِهِ فأذن لَهُ فِي ذَلِكَ، فأمر أن يوجأ عنقه ثُمَّ تركه، ويقال إن رتبيل وجه من يخلص ابْن الأشعث وقدم إِلَيْهِ بعياض، ولم يتول أمره.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015