قالوا: سار الحجاج من البصرة فِي البر فمر بين القادسية والعذيب، فبعث ابْن الأشعث إِلَيْهِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن العباس فِي خيل أَهْل الْكُوفَة والبصرة. وَكَانَ ابْن الأشعث جمع بالبصرة سلاحا كثيرا وتجافيف، فسار ابْن العباس إِلَيْهِ فِي خلق من المجففة فمنعوه من نزول القادسية، وبلغه كثرة من مَعَ ابْن الأشعث واجتماعهم عَلَى قتاله فارتفع عنهم، وسايروه حَتَّى نزل دير قرة [1] . وَكَانَ قد عزم عَلَى الارتفاع نحو الجزيرة ليقرب من عَبْد الْمَلِكِ ولا يكون بينه وبينه أحد يتخوفه، فلما صار إِلَى دير قرة قَالَ: والله مَا بهذا المنزل بين أَمِير الْمُؤْمِنِينَ وأهل الشام بعد، ولا أحد يحول بيني وبينهم ولا أتخوف أن يأتيني من ورائي أحد، وإني لفي رساتيق من الفلوجة وبالقرب من عين التمر، وأرجو أن تحملنا هذه الرساتيق، ولنزولي مَعَهُمْ فِي بلادهم أشد عليهم من نزولي نائيا عنهم.