النَّاس عند ذَلِكَ إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن العباس بْن ربيعة بْن الحارث بْن عَبْد المطلب فبايعوه، فعهد العاهد بِهِ وقد حصر الحجاج وظهر عَلَيْهِ، فقوموا فبايعوا لَهُ، فإنه رجل من قريش ثُمَّ من بني هاشم من أَهْل بيت نبيكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقام إِلَيْهِ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن أَبِي ليلى فبايعه، ثُمَّ بايعه حمزة بْن المغيرة بْن شعبة، ثُمَّ إنه دخل وأمر مطر بْن أَبِي ليلى أن يبايع النَّاس ففعل، فَقَالَ صدقة وتوبة ابنا عبيد اللَّه بْن الحر الجعفي: مَا هذه البيعة؟ نحن عَلَى بيعتنا الأولى، ويقال إنهما ضربا وجه ابْن أَبِي ليلى بحصى كَانَ معهما وقالا: نحن عَلَى بيعتنا التي بايعنا عَلَيْهَا صاحبنا حَتَّى ننظر مَا صنع، وقام ناس كثير فَقَالُوا مثل ذَلِكَ وصاحوا بابن أَبِي ليلى أنزل فنزل، وسمع ابْن ناجية الصوت فَقَالَ: مَا هذا؟ قالوا لَهُ: قد اختلف النَّاس، فرجع إليهم فَقَالَ: أيها النَّاس أنا رجل منكم فمن استقمتم لَهُ ورضيتم بِهِ وبايعتموه بايعته، فسكن النَّاس، وأقبل ابْن الأشعث وسمع النَّاس بمجيئه، فخرجوا إِلَيْهِ يستقبلونه.

وَقَالَ الهيثم بْن عدي: أقبل ابْن الأشعث من سجستان وقد خلع فنزل الخريبة بالبصرة، فخندق عَلَى عسكره، واقتتل هو والحجاج بالزاوية، وبلغ ابْن الأشعث أن مطر بْن ناجية قد أخذ الْكُوفَة، فدعا خاصته فأعلمهم أنه يريد الْكُوفَة، واستخلف عَبْد الرَّحْمَنِ بْن العباس بْن ربيعة، وسار فِي نحو من ألف ففقد وقاتل عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عباس بالبصرة خمسة أيام، ثُمَّ انهزم وقدم ابْن الأشعث الْكُوفَة.

وَقَالَ ابْن الْكَلْبِيّ عَن أَبِي مخنف وغيره: لما خرج النَّاس لتلقي ابْن الأشعث فرأى كثرة من استقبله عدل عَن الطريق كراهة أن يروا من مَعَهُ من

طور بواسطة نورين ميديا © 2015