بهم إِلَى البصرة وانتخب من أَهْل البصرة مثلهم، وجعل عليهم عطية بْن عَمْرو العنبري الَّذِي يقول فيه أعشى همدان:

فابعث عطية فِي الخيول ... تكبهن عَلَيْهِ كبا

فإذا جعلت دروب فا ... رس خلفنا دربا فدربا

فلما تتاموا واجتمعوا سمي ذلك الجيش جيش الطواويس، ويقال إن النَّاس سموهم بِذَلِكَ لتكامل أهبتهم وعدتهم ونبلهم وشجاعتهم، وأمر فأمضى ذَلِكَ الجيش إِلَى الأهواز وكتب إِلَى عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد بْن الأشعث بولاية سجستان وضم إِلَيْهِ ذَلِكَ الجيش، وَكَانَ الحجاج قد وجه عَبْد الرَّحْمَنِ لقتال الخوارج، فشخص بهم عَبْد الرَّحْمَنِ حَتَّى قدم سجستان ثُمَّ نزل بست، فأتته رسل رتبيل، وأتى إسماعيل بْن الأشعث الحجاج فأشار عَلَيْهِ أن لا يولي عَبْد الرَّحْمَنِ وَقَالَ: إني والله أخاف خلافه، والله مَا جاز جسر الفرات قط فرأى أن لأحد عَلَيْهِ سلطانا، فَقَالَ: ليس هناك إني لست كأولئك هو لي أهيب، وفيما لدي أرغب من أن يخالفني أو يخرج يدا من طاعتي فقدم سجستان فِي آخر سنة تسع وسبعين.

وَقَالَ أَبُو عبيدة: كَانَ الحجاج وجه هميان بْن عدي السدوسي إِلَى كرمان، وجعله مسلحة بِهَا ليمد عامل سجستان إن احتاج إِلَى ذَلِكَ، فعصى بمن مَعَهُ، فوجه عَبْد الرَّحْمَنِ بْن الأشعث لمحاربته فحاربه فهزمه، وأقام بموضعه، فلما مات ابْن أَبِي بكرة ضم إِلَيْهِ جيشا أنفق عَلَيْهِ ألفي ألف درهم، وكتب إِلَيْهِ فِي محاربة رتبيل بمن مَعَهُ وبذلك الجيش.

وَقَالَ أَبُو مخنف: خطب ابْن الأشعث النَّاس حين دخل سجستان فَقَالَ: إن الأمير الحجاج ولاني ثغركم، وأمرني بجهاد عدوكم الَّذِي استباح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015