الْمَدَائِنِيّ عَن جويرية بْن أسماء قَالَ: كتب مروان إِلَى مُعَاوِيَة يسأله أن يصير إِلَى عَبْد الْمَلِكِ ديوان المدينة فصيره، فلم يزل عَلَيْهِ حَتَّى كانت الفتنة.

الْمَدَائِنِيّ قَالَ عَبْد الْمَلِكِ: مَا رأيت هذا البربط الأقنى الَّذِي يذكرونه قط، فَقَالَ بعضهم: صدق لم يرتفع إلي البربط إنما رأى الطنبور وَقَالَ آخر:

كذب والله إني لأراه يضرب بِهِ.

الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَمٍ قَالَ: فرش لعَبْد الْمَلِكِ عَلَى سطح وهو يشتكي فمه، فلما استلقى عَلَى فراشه قَالَ: يَا دنيا مَا أطيبك مَعَ العافية، وَكَانَ يصيح حَتَّى يسمع صياحه من خارج القصر: يَا أَهْل العافية لا تستقلوها.

الْمَدَائِنِيّ قَالَ: ركب عَبْد الْمَلِكِ فِي يوم شديد البرد، وعليه جباب خز مظاهرة، فلقيه علي بْن عَبْد اللَّهِ بْن عباس فَقَالَ: يَا أبا مُحَمَّد تدق أم دفر [1] دقا، يعني الدنيا، فما أتت عَلَيْهِ جمعة حَتَّى مات.

الْمَدَائِنِيّ عَن سحيم بْن حفص قَالَ: أوصى عَبْد الْمَلِكِ بنيه فِي مرضه الَّذِي مات فيه فَقَالَ: أوصيكم بتقوى اللَّه فإنها أزين حلية، وأحصن كهف، ليعطف الكبير منكم عَلَى الصغير، وليعرف الصغير حق الكبير، وانظروا مسلمة فاصدروا عَن رأيه فإنه نابكم الَّذِي عنه تفترون، ومجنكم الَّذِي عنه ترمون، وأكرموا الحجاج فإنه الَّذِي وطأ لكم المنابر، ودوخ لكم البلاد، وأذل الأعداء، وكونوا بني أم بررة لا تدب بينكم العقارب، وكونوا فِي الحرب أحرارا، فإن القتال لا يقرب منيه قبل وقتها، وكونوا للمعروف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015