ويقال بل حمل عَبْد الرَّحْمَنِ عَلَى النعمان فقتل النعمان وأتاهم أَبُو المنازل فقاتلهم وهو يقول:

اصبر عَلَى حظك فيما مضى ... فإنما النصر مَعَ الصابر

فقتل عَبْد الرَّحْمَنِ بْن بحدج، وانهزم الخوارج وتفرقوا.

قَالَ الْمَدَائِنِيّ: ذو القاف بين فارس والبحرين، وبعمان أيضا موضع يقال لَهُ ذو القاف، وقوم يقولون: إن أبا فديك وجه ابْن بحدج، والخبر الأول أثبت.

وَقَالَ الْمَدَائِنِيّ: ولم يزل النعمان النكري مقيما بفارس، ولم يكن هاجر إِلَى البصرة، فلما قدم عمر بْن عبيد اللَّه بْن معمر فارس واليا للمصعب تلقاه النعمان، وَكَانَ جسيما طويلا، فَقَالَ عمر: إن هذا لخليق للبأس والنجدة، فَقَالَ: من أنت؟ قَالَ: النعمان بْن عبادة النكري، قَالَ: أصحبني، فأكرمه وولاه شرطته، فلما وجهه إِلَى ابْن بحدج ولى مجاعة شرطته، وتزوجت امرأة النعمان بعده رجلا من قريش، فَقَالَ لها رجل من عَبْد القيس:

إنك لن تستبدلي أم أيمن ... طوال الليالي فانكحي أو تأيمي

فكان يمر زوجها فِي الطريق فينشدون هذا البيت.

وَقَالَ الهيثم: ولي عَبْد الْمَلِكِ حين قتل مصعبا يَزِيد بْن هبيرة المحاربي اليمامة، فخرج عَلَيْهِ خارجي يقال لَهُ سوار بْن عبيد، فخرج إِلَيْهِ بأهل اليمامة فقتله، وتزوج يَزِيد امرأة من آل قيس بْن عاصم، فأدخلت عَلَيْهِ وقد ألبست العصب والثياب الرقاق فَقَالَ:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015