قالوا: وخالف نجدة أَبُو سنان حي بْن وائل، وذلك لأنه أشار عَلَيْهِ بالبسط عَلَى من كَانَ أجابه وتابعه تقية فنهره وشتمه نجدة، فهم بالفتك بِهِ وحي هو القائل:
أما أقاتل عَن ديني عَلَى فرس ... ولا كذا رجلا إلا بأصحاب
لقد لقيت إذا شرا وأدركني ... مَا كنت أزعم فِي قومي من العاب
ويروي فِي خصمي من العاب.
فبعث إِلَيْهِ نجدة من ناظره فَقَالَ: أكلف اللَّه أحدا علم الغيب؟ قَالَ:
لا، قَالَ: فإنما عَلَيْهِ أن يحكم بما ظهر، فقبل منهم ورجع إِلَى نجدة. وَحَدَّثَنِي الكردي وغيره قالوا: كَانَ سبب خلاف عطية بْن الأسود عَلَى نجدة لأن نجدة وجه سرية برا وسرية بحرا، فأعطى سرية البر أكثر مما أعطى سرية البحر، فنازعه حتى أغضبه فشتمه نجدة فغضب وألب النَّاس عَلَيْهِ، وقد كَانَ كلم نجدة فِي رجل فأعطاه فرسا فَقَالَ: ألا ترونه يعطي عَلَى الشفاعة؟!.
وأعطى نجدة مالك بْن مسمع حين هرب إِلَى ثأج [1] مالا. وكلم فِي رجل شرب الخمر فِي عسكره، فَقَالَ هو شديد النكاية، وقد استنصر رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمشركين.
قالوا: وكتب عَبْد الْمَلِكِ إِلَى نجدة يدعوه إِلَى طاعته وبيعته، عَلَى أن يهدر لَهُ مَا أصاب من الدماء والأموال، وأن يوليه اليمامة وما حولها، فطعن عَلَيْهِ عطية وَقَالَ: مَا كاتبه عَبْد الْمَلِكِ حَتَّى علم منه إدهانا فِي الدين، فخرج عطية إِلَى عمان مفارقا لَهُ، وخالف نجدة أيضا قوم استتابوه فحلف أن لا يعود ثم