ولما رجع نجدة من نخل وقرب من الطائف أتاه عاصم بْن عروة بْن مسعود فبايعه عَن قومه، فلم يدخل نجدة الطائف، فلما قدم الحجاج الطائف لمحاربة ابْن الزُّبَيْرِ قَالَ لعاصم: يا ذا الوجهين بايعت نجدة؟! فَقَالَ:
أي والله وذو عشرة أوجه أعطيت نجدة الرضا، ودفعته عَن قومي وبلدي.
قالوا: وأتى نجدة تبالة ثُمَّ شخص عنها واستعمل الحازوق الحنفي وهو- حزاق- عَلَى الطائف وتبالة والسراة، واستعمل سعد الطلائع على مايلي نجران، ووجه إِلَى بعض أصحابه يقال إنه عَمْرو بْن همام العقيلي، ووجه حاجب بْن خميصة لقبض صدقات بني هلال ونمير، فمنعوه إياها، فقاتلهم فقتل منهم رجلان، وتولى قتلهما رجلان من بني كلاب، فطالبوا بدمهما فهرب الكلابيان، ورجع نجدة إِلَى البحرين فقطع الميرة عَن أَهْل الحرمين من اليمامة والبحرين، فكتب إِلَيْهِ ابْن عباس: إن ثمامة بْن أثال لما أسلم قطع الميرة عَن أَهْل مَكَّةَ وهم مشركون حَتَّى أكلوا العلهز [1] ، فكتب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى ثمامة: «إن أَهْل مَكَّةَ أَهْل اللَّه فلا تمنعهم الميرة فخلهم وإياها» وإنك قطعتها عنا ونحن مسلمون، فخلى لهم نجدة الميرة، وأقام عمال نجدة فِي النواحي حَتَّى وقع الاختلاف بينه وبين أصحابه، فاجترأ النَّاس عليهم، فأما الحازوق فطلبوه بالطائف فهرب، فلما كَانَ فِي عقبة فِي طريقه إذا قوم يطلبونه فرموه حَتَّى قتلوه وهو يقول: أتقتلوني قتلة الزناة، ليبارزني منكم من شاء، وأخذوا فرسه فقالت أخته، أو ابنته تبكيه: