وهم من بعيد فِي الحروب تناولوا ... عياذ بْن عَبْد اللَّهِ والخيل شحب
[1] قالوا ووجه نجدة بعد هزيمة ابْن عمير إِلَى البوادي من يأخذ من أهلها الصدقة، فكانوا يدعون القوم فإذا أجابوهم أخذوا الصدقة منهم، فقاتل أصحابه بنو تميم بكاظمة وأعانهم أَهْل طويلع [2] ، وقتلوا رجلا من الخوارج، فوجه نجدة إِلَى أَهْل طويلع من أغار عليهم وقتل منهم نيفا وثلاثين رجلا وسبى، ثُمَّ إنه دعاهم بعد ذَلِكَ فأجابوه وأخذ منهم الصدقة، وَقَالَ الفرزدق:
لسنا بأقوام يبيعون دينهم ... إذا علموا أن لا سبيل إِلَى التمر
وما كنت مذ شدت على السيف قبضتي ... لانقض بيعا بين زمزم والحجرة
[3] يعني بيعة ابْن الزُّبَيْرِ.
قَالَ علي بْن مُحَمَّد الْمَدَائِنِيّ: وخرج نجدة إِلَى صنعاء فِي خف فبايعه أهلها، وخافوا أن يكون وراءه جمع كثير، فلما أقام أياما ولم يروا مددا يأتيه ندموا عَلَى بيعته، وبلغه ذَلِكَ فَقَالَ: إن شئتم أقلتكم بيعتكم وجعلتكم فِي حل منها وقاتلتكم، فقالوا: ما كنا لنستقيل بيعتنا، فبعث إِلَى مخاليفها، فأخذ منهم الصدقة، ووجّه نجدة أبا فديك إلى حضرموت فجبى صدقات أهلها، وحج نجدة فِي سنة ثمان وستين، ويقال فِي سنة سبعين، وهو الثبت، وقد كَانَ فِي أيام يَزِيد بْن مُعَاوِيَةَ قاتل مَعَ ابْن الزُّبَيْرِ غضبا للبيت، وما انتهك من حرمته، فلما حج مرته هذه كان في ثمانمائة وستين رجلا، ويقال في ألفين