وَكَانَ مَعَ الأزارقة رجل من بني العم يقال لَهُ راشد، شديد البأس، فقاتلهم راشد، وانحاز الخوارج فحماهم فَقَالَ الشاعر:
وعبأ راشد العمي خيلا ... إِلَى خيل فقاتلهم جهارا
وحامى راشد العمي عنا ... وقد جازت فوارسنا المذارا
فِي أبيات.
وأقبل الزُّبَيْر وأصحابه يريدون الْكُوفَة، وعليها من قبل مصعب القباع، فخرج إِلَى النخيلة متثاقلا، فكلمه شبث بْن ربعي، وإبراهيم بْن الأشتر وغيرهما- ويقال إن ابْن الأشتر كَانَ بالموصل- فِي أمر العدو، وقالوا:
قد أظلنا، فخرج تجرجرا، فصار إِلَى دير عَبْد الرَّحْمَنِ بْن مُحَمَّد، وَكَانَ عَبْد الرَّحْمَنِ يومئذ عَلَى الموصل وَقَالَ الشاعر:
إن القباع سار سيرا نكرا ... يسير يوما ويقيم شهرا
وجعل يتردد بين دباها ودبيرا.
فَقَالَ الشاعر:
إن القباع سار سيرا ملسا ... يسير يوما ويقيم خمسا
ثُمَّ سار إِلَى الصراة وَقَالَ: إذا لقيتم عدوكم فأحسنوا القتال، فإن أول الحرب المشاتمة، ثُمَّ الرمي بالنبل، ثُمَّ إشراع الرماح والطعان، ثُمَّ السلة [1] ، فَقَالُوا: لقد أحسن الأمير الصفة.
وأتى الخوارج الصراة فقتلوا سماك بْن يَزِيدَ السبيعي وابنيه، والقباع معسكر فِي ستة آلاف، فقطع الجسر، ورجع الخوارج، وانصرف القباع إلى