وازدحموا وانتهى ابْن الأشتر إِلَى مساحق، أَوِ ابْن مساحق، فرفع عَلَيْهِ بالسَيْف فَقَالَ لَهُ: يا بن الأشتر هل بيني وبينك إحنة أَوْ عداوة، أَوْ لَك قبلي ثأر تطلبني بِهِ؟ فخلى سبيله، فكان بَعْد ذَلِكَ يشكره.

وأتى ابْن مطيع القصر، واتبعه ابْن الأشتر وجاء المختار حَتَّى دَخَلَ الْمَسْجِد وولى حصار ابْن مطيع فِي القصر إِبْرَاهِيم بْن الأشتر، وأحمر بْن شميط، ويزيد بْن أَنَس الأسدي، فصار كُل امرئ مِنْهُم فِي ناحية من القصر، ومكث ابْن مطيع ثلاثا يرزق أَصْحَابه الدقيق، ومعه أشراف النَّاس إلا عَمْرو بْن حريث، فَإِنَّهُ دَخَلَ القصر مَعَهُ، ثُمَّ كره الحصار فخرج من الكوفة، وأشار شبث بْن ربعي عَلَى ابْن مطيع أَن يأخذ لنفسه أمانًا، ويخرج فأبى ذَلِكَ، قَالَ: الأمر مستقيم بالحجاز لأمير الْمُؤْمِنيِنَ عَبْد اللَّهِ بْن الزُّبَيْر وبالبصرة، فكيف أرضى بِهَذِهِ المنزلة؟ فَقَالَ: فإذ كرهت هذه فصر إِلَى بَعْض من تثق بِهِ سرًا فاستخف عنده، ثُمَّ الحق بأمير الْمُؤْمِنيِنَ، فَقَالَ لأسماء بْن خارجة بْن حصن الفزاري، وعَبْد الرَّحْمَنِ بْن مخنف، وأشراف أهل الكوفة: مَا ترون فيما أشار بِهِ شبث؟ قَالُوا: هُوَ الرأي، قَالَ: ننتظر المساء، واطلع من القصر رجل فشتم المختار، فرماه عَمْرو بْن مَالِك النهدي أَبُو نمر بسهم فعقره وَلَمْ يقتله فَقَالَ:

خذها من ابْن مَالِك ... من فاعل كَذَلِكَ

ولما أمسى ابْن مطيع جمع الأشراف الَّذِينَ مَعَهُ فَقَالَ: جزاكم اللَّه عَنِ الطاعة خيرًا، أما إني سأعلم أمِير الْمُؤْمِنيِنَ بِمَا كَانَ محاماتكم وجدكم واجتهادكم، فَقَالَ شبث: جزاك الله من أمير خيرا، فَقَدْ عففت عَنْ أموالنا وأكرمت أشرافنا، ونصحت لإمامك وقضيت الَّذِي عليك وَمَا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015