أمية، فلا تعرض لَهُ وأكرمه واعرف لَهُ حقه، ففعل واعتذر إِلَيْهِ ورد عَلَيْهِ مَا استأداه، وبعث بِذَلِكَ مَعَ غلمان وهبهم لَهُ، وَكَانَ الَّذِي أغرمه مائة ألف درهم فقسمها فِي أَصْحَابه وَقَالَ للغلمان: أنتم أحرار.
1195- الْمَدَائِنِي قَالَ: ولي خَالِد بْن عَبْد اللَّهِ البصرة سنتين فوجه فِي ولايته أخاه أمية إِلَى أَبِي فديك إِلَى البحرين فهزمه أَبُو فديك، ووجه أخاه عَبْد الْعَزِيز بْن عَبْد اللَّهِ إِلَى الأزارقة بفارس فهزموه أيضًا وأخذوا امرأته أم حفص بنت المنذر بْن الجارود فقتلوها، فَقَالَ الفرزدق:
كُل بَنِي السوداء قَدْ فر فرة ... فلم يبق إلا فرة عِنْدَ خَالِد
فضحتم قريشا بالفرار وأنتم ... لدى الحرب أنكاس قصار «1» السواعد
فطلبه خَالِد فلحق ببشر بْن مَرْوَان وَقَالَ:
وَمَا كف عني خَالِد عَنْ تقية ... ولكن بدت دوني الليوث الهواصر
غداة رأى من مَالِك تَحْتَ غابها ... ورائي ودوني من يخاف المحاذر
تحللت إذ أقسمت أنك قاتلي ... وكفر «2» إِذَا آليت أنك قادر
أتوعدني «3» والمالكان «4» كلاهما ... ورائي وسعد والحلول الكراكر
هُمْ منعوني من زياد وقد رأى ... زياد مكاني وَهُوَ لِلنَّاسِ «5» قاهر
ومن مُصْعَب حيث القباع يحضّه «6» ... عليّ ولمّا تستطعني زماخر «7»