الشام قطن بْن عَبْد اللَّهِ بْن الحصين الحارثي أربعين يومًا أَوْ شهرين، ثُمَّ عزله وولى بشرا أخاه، فاستخلف بشر عَلَى الكوفة حِينَ ولي البصرة عَمْرو بْن حريث، ثُمَّ قدم البصرة فأقام أشهرًا «1» ثُمَّ احتضر فاستخلف خالدًا عَلَى عمله حَتَّى قدم الْحَجَّاج وَقَدْ شد خَالِد عَلَى بَيْت المال فأخرج جَمِيع مَا فِيهِ ففرقه عَلَى النَّاس، فيزعمون أَنَّهُ جلس مجلسين فلم يقم حَتَّى فرق ألف ألف درهم، وَكَانَ الْحَجَّاج «2» أراد حبسه ومحاسبته، فأمر عَبْد الْمَلِك أَن لا يعرض لَهُ فتركه، فلما شخص عَنِ البصرة شيعة القرشيون، ففرّق فيهم ثلاثمائة ألف درهم.
1190- وَقَالَ الْمَدَائِنِي وأبو عُبَيْدَة: أقبل عَبْد الْمَلِك من الشام يريد العراق ومعه خَالِد بْن عَبْد اللَّه بْن خَالِد بْن أسيد فَقَالَ لَهُ: إِن وجهتني إِلَى العراق واتبعتني خيلًا يسيرة كفيتك البصرة، فوجهه عَبْد الْمَلِك فقدمها مستخفيًا فِي خاصته ومواليه حَتَّى نزل عَلَى (عَلِي) «3» بْن أصمع الباهلي، فأرسل إِلَى عباد بْن الحصين وَهُوَ عَلَى شرطة ابْن مَعْمَر: إني قَدْ أجرت خالدًا وأنا أحب أَن تعلم ذَلِكَ وتكون «4» لي ظهيرًا، فبعث إِلَيْهِ: والله لا أنزل عَنْ فرسي حَتَّى آتيك فِي الْخَيْل، فَقَالَ ابْن أصمع لخالد: لا أغرك إِن عبادًا يأتينا الساعة ولا أقدر عَلَى منعك ولكن عليك بمالك بْن مسمع، ويقال ان نزوله كَانَ عَلَى عَمْرو بْن أصمع، وأن عبادًا أرسل إِلَيْهِ ابتداءً: إنه قَدْ بلغني نزول خَالِد عليك، وأنا موافيك فِي الْخَيْل.
1191- الْمَدَائِنِي عَنْ مسلمة وعوانة (912) قَالا: فخرج خَالِد من عِنْدَ ابْن أصمع يركض وعليه قميص قوهي رقيق، وَقَدْ حسر عَنْ فخذيه وأخرج رجليه من الركابين حَتَّى أتى مالكًا فَقَالَ: إني قَدِ اضطررت إليك فأجرني، قال: نعم، وخرج وبنو أميّة «5»