رجع إِلَى منزله فَقَالَ قومه: طلت دماؤنا وحملت دماء الأزد وربيعة فحملها لَهُمْ «1» ، وَكَانَ إياس ناسكًا فَقَالَ لبني تميم «2» : قَدْ وهبت لكم شبيبتي فهبوا لي شيبتي «3» ، وأقام يؤذن فِي مسجده حَتَّى مَاتَ، فَقَالَ الْحَسَن البصري: علم والله أَن القبر يأكل السمن ولا يأكل الْإِيمَان.
1067- قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وحمل القرشيان أَوْ أحدهما تسع ديات أرضوا بِهَا الأزد من دم مَسْعُود، وَقَالَ القلاخ فِي أرجوزته «4» :
ثُمَّ بعثنا لَهُمْ إياسا ... حمال أثقال بِهَا قنعاسا «5»
وَقَالَ عَمْرو بْن دراك العبدي:
قتلنا بقتلى الأزد مثنى «6» وضوعفت ... ديات وأهدرنا دماء تميم
بعشر ديات لابن عَمْرو توفيت «7» ... عيانا وَلَمْ تجعل «8» ضمان نجوم «9»
نزلتم عَلَى حكم الأغزّ «10» ابن مسمع ... عَلَى حكم طلاب الترات غشوم
1068- قَالَ أَبُو عُبَيْدَة: وَكَانَ هَذَا وببة ملازم لمنزله لا يعين أحدًا ولا يدخل فِي شَيْء، والناس على الرضاء «11» بِهِ، وَكَانَ متدينًا، وكانت هذه الهزاهز ثمانية اشهر او تسعة اشهر.