أدية بسرب فظن ابن زياد أنه كتب: «وجدته يشرب» فلما أتي به أمر فقطعت يداه ورجلاه ثم قَالَ: كيف ترى؟ قَالَ: أفسدت دنياي وأفسدت عليك آخرتك، ثم بعث برأسه إلى ابنته فجاءت وجثته مطروحة بين يدي ابن زياد، فَقَالَ لها: أنت على دينه؟
قالت: وكيف لا أكون على دينه وما رأيت قط خيرًا منه، فأمر بها فقتلت مع أبيها.
1031- وأنشدني أَبُو الكردي الإباضي لعمران بن حطّان او سعيد بن مسجوج «1» :
لقد زاد الحياة إليّ بغضا ... وخبّا للخروج أَبُو بلال
وعروة بعده سقيًا ورعيًا ... لعروة ذي الفضائل والمعالي
أخاف أن أموت على فراشي ... وأرجو الفتك تحت ذري العوالي
ولو أني وثقت بأن حتفي ... كحتف أبي بلال لم أبال
قالوا: أخذ ابن زياد رجلًا يقال له مالك بْن نمير فَقَالَ ابن زياد لنميلة بْن مالك: أتعرفه؟ فَقَالَ: أَبُو عزة الشرطي يعرفه «2» لأنه من بني نمير، فَقَالَ ابن زياد: قم يا أبا عزة فاقتله، فَقَالَ: دمي دون ديني، فَقَالَ ابن زياد: أراد أَبُو عزة أن يتشبه بعبد اللَّه بْن عُمَر، وأمر بحبس أبي عزة، فكلمه فيه نميلة فخلى سبيله، وأمر غير أبي عزة فقتل مالكًا. وقال أَبُو عزة:
نميلة إن اللَّه أعظم طاعة ... على خلقه من طاعة ابن زياد
دمي دون ديني ليس للقتل توبة ... بذاك ينادي يا نميل منادي
قالوا: كان عبد لبعض بني يشكر يقال له سليم يرى رأي الخوارج، ففسد على مولاه فحبسه وحال بينه وبين أصحابه من الخوارج،