قبح الإله ولا أقبح غيره ... نسبًا أمت به الى الأسوار
المؤكلي حيي فزارة بعد ما ... أكلت فزارة أير «1» كل حمار
إنا لنعلم يا سخينة «2» أنكم ... بطن العشي مباشم الأسحار
961- وكان من ولد الأسوار أَبُو محمد بْن عبد اللَّه السفياني الذي قتل بالمدينة وكان مستخفيا بقبا «3» .
فكان ناسكًا متألهًا، أتاه رجل ضرير بمكة ليسأله فَقَالَ لقيمه: أعطه ما عندك، وكان عنده ثمانية آلاف درهم، فَقَالَ له القيم: هذا يكتفي منك بأقل مما عندنا، أفأعطيه بعضه؟ فَقَالَ: إني أكره أن يفضل قولي فعلي، فأعطاه ثمانية آلاف درهم.
963- وقال عبد اللَّه بْن المبارك، قَالَ عبد الرحمن بْن يزيد بْن مُعَاوِيَة لرجل من إخوانه كان يجالسه: أترضى حالك هذه للموت؟ قَالَ: لا، قَالَ: فهل أنت مجمع على الانتقال إلى حال ترضاها للموت؟ قَالَ: ما سخت نفسي بذلك بعد، قَالَ: ويحك، فهل بعد الموت دار فيها معتمل؟ قال: لا، قَالَ: فهل تأمن أن يأتيك الموت على حالك هذه؟
قَالَ: لا، فَقَالَ: ما رأيت مثل هذه الحال رضي بها عاقل، فاتق اللَّه يا أخي واعمل قبل أن تندم.
فحدثني أَبُو الْحَسَنِ الْمَدَائِنِيّ عَنْ مَسْلَمَةَ بْن مُحَارِبٍ أنه أصابته صاعقة فهلك، ويقال رعدت السماء رعدة شديدة فمات خوفًا، فَقَالَ ابن همام:
عُمَر الخير يا شبيه أبيه ... أنت لو عشت قد خلفت يزيدا