فقالا: هذه خير مما نطلب. فقال خزيمة، وكان بادنا: إن نزلت الهوة، لم تقدر على رفعي، وأنت نحيف وأنا قوي على رفعك من الهوة. فنزل يذكر، فجعل يجني العسل ويناوله خزيمة [1] . فلما فرغ، قال له: يا يذكر، زوجني فاطمة.

فقال: ليس هذا بوقت تزويج. فتركه في البئر، وأتى قومه. فسألوه عنه.

فقال: لا علم لي به. ووقع الشر بين بني معد وبني قضاعة. فكان أول من خرج عن معد من تهامة، جهينة وسعد هذيم ابنا زيد بن سود بن أسلم. فنزلا الصحراء. فسمتها العرب صحار. وخرجت بنو نهد عن معد، فنزل بعضها باليمن وبعضها (ب) الشام. فالذين صاروا باليمن: مالك، وخزيمة، وصباح، وزيد، وأبو سود، ومعاوية، وكعب بنو نهد. قال زهير بن جناب الكلبي يذكر تفرق نهد:

ولم أر حيا من معد تفرقوا ... تفرق معزى الفزر [2] غير بني نهد

وقال أيضا:

لقد علم القبائل أن ذكري ... بعيد في قضاعة من نزار

وما إبلي بمقتدر عليها ... وما حلمي الأصيل بمستعار

والذين جاءوا إلى الشام: عامر، وهم في كلب بن وبرة، وعمرو، ودخلوا في كلب أيضا، والطول، وبرة، وحزيمة، وحنظلة، وهو الذي يقال له «حنظلة بن نهد خير كهل في معد» ، وأبان بن نهد، دخل في بني تغلب ابن وائل. وقال بعض شعرائهم:

قضاعة أجلتنا من الغور كله ... إلى جنبات الشام نزجي [3] المواشيا

فإن يك قد أمسى شطيرا ديارها ... فقد يصل الأرحام من كان ثابيا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015