الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ قَالَ: وَفَدَ أَبُو بَكْرَةَ مَعَ زِيَادٍ إِلَى مُعَاوِيَةَ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرَةَ، حَدَّثَنِي بِشَيْءٍ سَمِعْتَهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: كَانَتِ الرُّؤْيَا الْحَسَنَةُ تُعْجِبُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ ذَاتَ يَوْمٍ: أَيُّكُمْ رَأَى رُؤْيَا؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا رَأَيْتُ كَأَنَّ مِيزَانًا دُلِّيَ مِنَ السَّمَاءِ فَوُزِنْتَ فِيهِ وَأَبُو بَكْرٍ فَرَجَحْتَ بِأَبِي بَكْرٍ، ثُمَّ وُزِنَ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَرَجَحَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ وُزِنَ عُمَرُ وَعُثْمَانُ فَرَجَحَ عُمَرُ بِعُثْمَانَ، ثُمَّ رُفِعَ الْمِيزَانُ، [فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَكُونُ خِلافَةَ نُبُوَّةٍ ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ،] فَقَالَ: فَأَمَرَ فَزُخَّ «1» فِي أَقْفِيَتِنَا فَأَخْرَجَنَا، فَقَالَ زِيَادٌ: لا أَبَا لَكَ أَمَا وَجَدْتَ غَيْرَ هَذَا الْحَدِيثِ؟! ثُمَّ دَعَا مُعَاوِيَةُ بِأَبِي بَكْرَةَ فَسَأَلَهُ عَنِ الْحَدِيثِ فَحَدَّثَهُ بِهِ، فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ وَقَالَ: أَتَقُولُ الْمُلْكَ، قَدْ رَضِينَا بِالْمُلْكِ.
588- الْمَدَائِنِيّ قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ: ضبط زياد العراق بالسيف، وضبطت العراق والشام والحجاز واليمن بالحلم.
589- وجمع مُعَاوِيَة لزياد البصرة والكوفة فِي سنة خمسين حين مات المغيرة بْن شعبة.
590- الْمَدَائِنِيّ: إن زيادًا أمر أن لا يباع القت إلا وزنًا، فسأل غلامًا له عَنْ قت اشتراه فَقَالَ: أخذته كذا وكذا حبلًا بدرهم، فتنكر وركب إلى أصحاب القت فَقَالَ لرجل منهم: كيف تبيع القت؟ قَالَ: كذا وكذا حبلًا بدرهم، قال: أو لم يأمر الأمير ببيع القتّ وزنا؟ فقال: أو كلّ ما يأمر الأمير به أطعناه «2» فيه؟! فقطع يده «3» ، فلم يبع الّا وزنا «4» .