بسم اللَّه الرحمن الرحيم
453- قالوا: كان فروة بْن نوفل الأشجعي «2» اعتزل يوم النّهروان في خمسمائة- وذلك الثبت، ويقال في ألف وخمسمائة- وقال: واللَّه ما ندري على أي شيء نقاتل عليًا، ومضى حتى نزل بناحية البندنيجين والدسكرة ثم أتى شهرزور، فلما بلغه صلح الحسن وولاية مُعَاوِيَة وقدومه الكوفة قَالَ لأصحابه: قد جاء من لا نشك «3» فِي أمره ولا نرتاب بأنّ الحق فِي قتاله فقالوا: صدقت «4» ، وأقبل من شهر زور وَمُعَاوِيَة بالنخيلة، فعسكر بالنخيلة بالقرب منه، وكان الحسن بْن علي عليهما السلام قد شخص يريد المدينة، فكتب (763) إليه مُعَاوِيَة يدعوه إلى قتال فروة، فلحقه رسوله بالقادسية أو فويقها فلم يرجع، وكتب إلى مُعَاوِيَة: إني لو آثرت «5» أن أقاتل أحدًا من أهل القبلة لبدأت بقتالك، فإني تركته «6» لصلاح أمر الأمة وألفتها وحقن دمائها، فامسك معاوية، وبعث