415- قالوا: وولى مُعَاوِيَة روح بْن زنباع الجذامي عملًا، فرجم رجلًا وامرأة فَقَالَ الشاعر:
إن الجذامي روحا في إقامته ... حد الإله لمعذور وإن عجلا
فبلغ مُعَاوِيَة هذا البيت فَقَالَ: أولى الأمور بالتعجيل أداء حقوق اللَّه.
416- وحدثني هشام بْن عمار قَالَ: بلغنا أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عنه لما أتى الشام رأى مُعَاوِيَة فِي موكب يغدو ويروح فيه، فَقَالَ له: يا مُعَاوِيَة تروح فِي موكب وتغدو فِي مثله، وبلغني أنك تصبح فِي منزلك وذوو الحاجات ببابك، فَقَالَ: يا أمير المؤمنين إنا بأرض عدونا قريب منها، وله علينا عيون ذاكية، فأردت أن يروا للإسلام عزًا، فَقَالَ عُمَر: أن هذا لكيد لبيب أو خدعة أريب، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: يا أمير المؤمنين فأمرني بما شئت أنته إليه، قَالَ: ويحك ما ناظرتك فِي أمر أعتب «1» فيه عليك إلا تركتني منه فِي أضيق سبلي حتى ما أدري أآمرك أم أنهاك.
417- وقال هشام والمدائني: كان عُمَر يرى مُعَاوِيَة فيقول: هذا «2» كسرى العرب.
418- وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُصَفًّى الْحِمْصِيُّ عَنْ أَشْيَاخِهِمْ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بَنَى الْخَضْرَاءَ بِدِمَشْقَ مِنْ لَبِنٍ وَطِينٍ، فَقَدِمَ عَلَيْهِ وَفْدُ صَاحِبِ الرُّومِ فَقَالَ لَهُمْ: كَيْفَ تَرَوْنَ بِنَائِي هَذَا؟
قَالُوا: مَا أَحْسَنَهُ إِلا أَنَّكَ تَبْنِيهِ لِنَفْسِكَ وَللْعَصَافِيرِ، يُرِيدُونَ أَنَّ الْعَصَافِيرَ تَحْفُرُه وَتَنْقُرُهُ، وَلَمْ تَبْنِهِ لِيَبْقَى لِمَنْ بَعْدَكَ، فَهَدَمَهَا وَبَنَاهَا بِالْحِجَارَةِ.
419- الْمَدَائِنِيّ قَالَ: شخص سليمان بْن قتة مولى بني تيم «3» إلى سَعِيد «4» بن عثمان فلم