انقضى، فقال: يا ابن عبّاس في علمك ما تسرّ به جليسك ولولا أن أقارضك الثناء لأخبرتك عن نفسك.
382- الْمَدَائِنِيّ قَالَ: لما مات المغيرة بْن شعبة قَالَ زياد «1» : لم يبق للمعضلات إلا مُعَاوِيَة ورجل آخر، يعني نفسه.
383- وَقَالَ هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، قَالَ مُعَاوِيَةُ بْن حُدَيْجٍ: أَتَيْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ وَقَدْ ثَقُلَ فَقُلْتُ: كَيْفَ تَجِدُكَ؟ قَالَ: أَجِدُنِي أَذُوبُ «2» وَلا أَثُوبُ، وَأَجِدُ نَجْوِي أَكْثَرُ مِنْ رِزْئِي، فَمَا بَقَاءُ الْكَبِيرِ الْفَانِي عَلَى هَذَا؟ فَلَمَّا مَاتَ قَالَ مُعَاوِيَةُ: مَاتَ رُبُعُ رَأْيِ النَّاسَ وَإِرْبُهُمْ. وَقَالَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ: ذَهَبَ نِصْفُ دَهَاءِ قُرَيْشٍ، أَرَادَ أَنَّ النِّصْفَ الْبَاقِي مُعَاوِيَةُ وَلَمْ يَعُدَّ زِيَادًا.
384- الْمَدَائِنِيّ قَالَ: قَالَ عمرو بْن العاص: أنا للبديهة، وَمُعَاوِيَة للأناة، والمغيرة للمعضلات، وزياد لصغار الأمور وكبارها.
385- الْمَدَائِنِيّ قَالَ: لما مات المغيرة بْن شعبة قَالَ مُعَاوِيَةُ: لله رأي دفن مع المغيرة، وقال مُعَاوِيَة حين مات ابن عامر بْن كريز: بمن أباهي بعد ابن عامر؟ وقال مُعَاوِيَة حين أتاه موت سَعِيد بْن العاص: ما مات من ترك مثل عمرو بْن سَعِيد، وقال:
قد مات من هو أكبر مني ومن أنا أكبر منه وأنشد:
إذا سار من خلف امرئ وأمامه ... وأجمع يوما رحلة فهو ظاعن «3»