عُثْمَانَ الَّذِي قُتِلَ عَلَيْهِ. ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ هَمَّامُ بْنُ قَبِيصَةَ: مَا بُكَاؤُكَ مِنْ أَمْرٍ أَنْتَ مُقِيمٌ عَلَيْهِ لا تُنْزَعُ عَنْهُ؟! فَلَمْ يُكَلِّمُهُ مُعَاوِيَةُ وَمَضَى حَتَّى أَشْرَفَ عَلَى الْغُوطَةِ فَقَالَ: أَيُّ بُسْتَانِ رَجُلٍ، فَقَالَ هَمَّامٌ: يَا مُعَاوِيَةُ مَلَكْتَ الشَّرْقَ وَالْغَرْبَ فَلَمْ تَكْتَفِ بِذَلِكَ حَتَّى أَرَدْتَ أَنْ تَأْخُذَ أَمْوَالَنَا، لا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَكَ. فَضَحِكَ مُعَاوِيَةُ ثُمَّ حَرَّكَ دَابَّتَهُ فَقَالَ: حَتَّى نُمَيْرٍ تَحَاقَّنِي «1» فِي الْغُوطَةِ.

222- الْمَدَائِنِيّ عَنْ علي بْن سليم قَالَ، قَالَ عبد اللَّه بْن همام السلولي:

فإن تأتوا ببرة «2» أو بهند ... نبايعها أميرة مؤمنينا

وكلّ بنيك نرضاهم جميعًا «3» ... وإن شئتم فعمهم البطينا «4»

إذا ما مات كسرى قام كسرى ... نعد «5» ثلاثة متناسقينا «6»

أيا لهفا لو أن لنا رجالا ... ولكنا نعود «7» كما عنينا

إذا لضربتم حتى تعودوا ... بمكة تلعقون بها السخينا

حشينا «8» الغيظ حتى لو سقينا ... دماء بني أُمَيَّة ما روينا

لقد ضاعت رعيتكم وأنتم ... تصيدون الأرانب غافلينا

فَقَالَ مُعَاوِيَةُ: ما ترك ابن همام شيئًا، عيرنا بالسخينة وذكرنا أمهاتنا وتهددنا وذكر أنّه لو شرب دماءنا ما اشتفى، اللَّهم اكفناه.

223- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ لعبد الرحمن (بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015