151- حدثني العمري عن الهيثم عن ابن عياش قَالَ: دَخَلَ مَالِكُ بْنُ هُبَيْرَةَ السَّكُونِيُّ عَلَى مُعَاوِيَةَ، فَلَمَّا طَلَعَ قَالَ لِعَمْرِو بْنِ الْعَاصِ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنَّ هَذَا مِنْ قُرَيْشٍ، قَالَ: وَمَا يَهُولُكَ مِنْهُ؟ قَالَ: أُقْسِمُ بِاللَّهِ لَوْ كَانَ مِنْهُمْ لأَهَمَّتْكَ نَفْسُكَ وَمَا خَلَوْتَ بِمِصْرَ، فَلَمَّا دَنَا سَلَّمَ وَجَلَسَ، قَالَ: وَخُدَرْت رِجْلُهُ فَمَدَّهَا فَقَالَ لَهُ مُعَاوِيَةُ: يَا أَبَا سَعِيدٍ وَدَدْتُ أَنَّ لِي جَارِيَةٌ لَهَا مِثْلُ سَاقَيْكَ، قَالَ: فِي مِثْلِ عَجِيزَتِكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، قَالَ: حَبْجَةٌ بِلَبْجَةٍ وَالْبَادِئُ أَظْلَمُ «1» ، فَلَمَّا نَهَضَ قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَمْرٍو: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَحْسَنَ بِكَ إِذْ جَعَلَ هَذَا مِنْ كِنْدَةَ.
152- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ عَفَّانَ «2» عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلالٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى «3» قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى مُعَاوِيَةَ حِينَ أصابته قرحته فقال:
هلمّ يا ابن أَخِي فَانْظُرْ إِلَيْهَا، فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا وَقَدْ سَبُرَتْ فَقُلْتُ: لَيْسَ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بَأْسٌ، وَدَخَلَ يَزِيدُ فَقَالَ لَهُ: إِنْ وُلِّيتَ مِنْ أَمْرِ الْمُسْلِمِينَ شَيْئًا فَاسْتَوْصِ بِهَذَا فَإِنَّ أَبَاهُ كَانَ أَخًا لِي وَخَلِيلا، غَيْرَ أَنِّي رَأَيْتُ فِي الْقِتَالِ غَيْرَ رَأْيِهِ «4» .
153- حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ الْعِجْلِيُّ عَنِ شَرِيكٍ قَالَ: كَتَبَتْ عَائِشَةُ إِلَى مُعَاوِيَةَ فِي قَتْلِ حَجَرٍ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ: أَمَّا بَعْدُ فَلا يَغُرَّنَّكَ يَا مُعَاوِيَةُ حِلْمُ اللَّهِ عَنْكَ فَيَزِيدُكَ ذَلِكَ اسْتِدْرَاجًا «5» ، فَإِنَّهُ بِالْمِرْصَادِ، وَإِنَّمَا يُعَجِّلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ.
154- حَدَّثَنِي العمري عَن الهيثم بن عدي عَنِ عوانة عن عبد الملك بن عمير