بِخَيْرٍ مَا بَقِيتَ، فَقِيلَ لِي: أَتَدْعُو لابْنِ الزُّبَيْرِ بِالْبَقَاءِ وَلَمْ تَدْعُ بِهِ (699) لِمُعَاوِيَةَ وَلا يَزِيدَ؟ فَقُلْتُ: أَخْشَى وَاللَّهِ أَنْ لا يَأْتِيَ بَعْدَهُ إِلا خِنْزِيرٌ.
70- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَارِبٍ قَالَ: حَجَّ مُعَاوِيَةُ فَلَمَّا كَانَ بِالأَبْوَاءِ خَرَجَ يَسْتَقْرِي مِيَاهَ كِنَانَةَ حَتَّى صَارَ إِلَى عَجُوزٍ عَشْمَةٍ «1» فَقَالَ لَهَا: مِمَّنْ أَنْتِ؟ قَالَتْ: من الذين يَقُولُ لَهُمُ الشَّاعِرُ:
هُمُ مَنَعُوا جَيْشَ الأَحَابِيشِ عُنْوَةً ... وَهُمْ نَهْنَهُوا عَنَّا غُوَاةَ بَنِي بَكْرِ
فقال معاوية: كوني دئليّة «2» ، قالت: فإنّي دئلية، قَالَ: أَعِنْدَكِ قِرًى؟ قَالَتْ: عِنْدِي خَبْزٌ خَمِيرٌ وَحَيْسٌ فَطِيرٌ وَلَبَنٌ ثَمِيرٌ «3» وَمَاءٌ نَمِيرٌ، فَأَنَاخَ، وَجَعَلَ يَأْخُذُ الْفَلْذَةَ مِنَ الْخُبْزِ بِمِثْلِهَا مِنَ الْحَيْسِ فَيَغْمِسُهُ فِي اللَّبَنِ ثُمَّ قَالَ: حَاجَتُكِ، قَالَتْ: حَوَائِجُ الْحَيِّ، فَأَمَرَ فَنُودِيَ فِيهِمْ، فَأَتَاهُ أَعْرَابٌ فَرَفَعُوا حَوَائِجَهُمْ فَقَضَاهَا لَهُمْ، وَامْتَنَعَتِ الْعَجُوزُ أَنْ تَأْخُذَ شَيْئًا لِنَفْسِهَا وَقَالَتْ: أَآخُذُ لِقِرَايَ ثَمَنًا؟! 71- الْمَدَائِنِيُّ عَنْ مَسْلَمَةَ قَالَ: مَاتَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ بِمِصْرَ فَقَالَ مُعَاوِيَةُ حِينَ أَتَاهُ خَبَرُ مَوْتِهِ لامْرَأَتِهِ ابْنَةِ قَرَظَةَ: قَدْ مَاتَ رَجُلٌ كَانَ الأَمْرُ بِمِصْرَ أَمْرُهُ، هَلَكَ عَمْرٌو وَأَتَتْكِ قَبَاطِيُّ مِصْرَ.
72- حَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سُكَيْنٍ قَالَ، قَالَ مُعَاوِيَةُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: إِنَّكَ قَدْ لَهَجْتَ بِالشِّعْرِ فَإِيَّاكَ وَالتَّشْبِيبَ بالنساء