المعروف بباب النَّقْب وَهِيَ مُطلَّة عَلَى دجلة. وأمّا زبيدة وَهِيَ أم جَعْفَر فتزوجها الرشيد فولدت لَهُ مُحَمَّد الأمين قتل ببغداد وَهُوَ خليفة، ثُمَّ ولي أمِير الْمُؤْمِنيِنَ الْمَأْمُون بعده. وأنشدني أَبُو الأحوص المؤدب فِي الرشيد:
أَبُو أمين ومأمون ومؤتمن ... أكرِم بِهِ وَالِدًا برًّا وبالولد
والمؤتمن وَهُوَ القاسم بْن الرشيد كَانَ الثالث فِي ولاية العهد بَعْد مُحَمَّد وعبد اللَّه الْمَأْمُون، فتوفي فِي خلافة الْمَأْمُون، وَكَانَ مُحَمَّد بْن زِيَاد الأَعْرَابِيُّ مؤدبًا لهارون ابنه. وإبراهيم بْن أَبِي جَعْفَر الْمَنْصُور وأمه الحميرية أيضًا، توفي بالهاشمية ولا عَقِب لَهُ. وسليمان بْن أَبِي جَعْفَر الْمَنْصُور ويكنى أَبَا أيوب وَلِيَ الموسم للرشيد، وولي البصرة والجزيرة والشام، وأمه فاطمة من ولد طَلْحَةَ بْن عُبَيْد اللَّه التَّيْمِيِّ صاحب رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَحَدَّثَنِي من أثق بِهِ أَن إِسْحَاق بْن سماعة المعيطي قَالَ قصيدة طويلة يفخر بني أميّة وبظفر معاوية وإسحاق بْن سماعة المعيطي قَالَ قصيدة طويلة يفخر ببني أميّة وبظفر معاوية بيوم الحرة، وَقَالَ، وَقَدْ غزا الرشيد الروم وخلف بالرافقة ابنه الْمَأْمُون ومعه سُلَيْمَان بْن أَبِي جَعْفَر، شعرًا [1] وَهُوَ:
يَا طالبًا من بَنِي الْعَبَّاس فُرصته ... فِي الأمر دونكها إِن كنت يقظانا
أما ترى الرقة البيضاء شاغرةً ... إلا شراذم شذاذًا وخصيانا
مَا ترتجي بَعْد هَذَا اليوم لا [2] ظفرت [3] ... (كفاك) [4] إِن لَمْ تنلها من سُلَيْمَانا
لا عيب بالمرء إلا أَنَّهُ رَجُل ... يحكي [5] الخرائد تانيثًا وتِلْيانا
فبلغت [6] الأبيات سُلَيْمَان فحبسه وحلقه وضربه، فتكلم [7] فِيهِ سَعِيد الجوهري فخلى سبيله، ثُمَّ كلم [8] الْمَأْمُون فأذن لَهُ فِي حبسه فحبسه فَقَالَ فِي الحبس:
تعفو الكلوم وينبت الشعر ... ولكل [9] وارد منهلٍ [10] صدر