أهله وكَهْفهُ وحصْنه والقوّام بِهِ والذابين عَنْهُ والناصرين لَهُ، وألزمنا كلمة التقوى وجعلنا أحق بها وأهلها [1] (و) [2] خصّنا برحم رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقرابته، ونسلنا [3] من آبائه وأنشأنا [4] من شجرته واشتقنا من نبعته، وجعله من أنفسُنا [5] فوضعنا من الْإِسْلَام وأهله بالموضع الرفيع وذكرنا [6] فِي كتابه المُّنزل فَقَالَ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البيت ويطهركم تطهيرا [7] . ثُمَّ جعلنا ورثته وعصبته فزعمت السبئية الضُلّال والمروانيَّةُ الجُهّال أَن غيرنا أحق بالأمر منَّا، فشاهت وجوههم! بمَ ولَم وبنَا [8] هُدي الناسُ بَعْد ضلالهم وبُصِّروا بَعْد جهالتهم وأنقذوا بَعْد هلكتهم، فظهر الحق وأدحض الباطل ورفعت الخسيسة وتممت النقيصة وجُمعت الفُرقة وَذَلِكَ بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا قبض اللَّه نبيه قام بالأمر من بعده أَصْحَابُه فحووا مواريثَ الأمم فعدلوا فِيهَا ووضعوها مواضعها وأعطوها أهلها وخرجوا من الدنيا خماصًا، ثُمَّ وثب بنو حرب وبنو مَرْوَان فابتزوها أهلها فجاروا فِيهَا وأساءوا وظلموا فأملى اللَّه لَهُمْ حَتَّى آسفوه فانتقم مِنْهُم بأيدينا وردّ عَلَيْنَا حقّنا وتدارك أمّتنا ووّلي نُصرتنا والقيام بأمرنا كَمَا قَالَ: وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين [9] وإني لأرجو أَن يتم [10] لنا مَا افتتح بنا، وسيأتيكم الْعَدْلُ والخير بَعْد الجور والشر وما توفيقنا الا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015