الْمَأْمُون أصبهان، وَكَانَ مقدمًا عِنْدَ أمِير الْمُؤْمِنيِنَ الْمُعْتَصِم بالله، وَمَاتَ فِي خلافته حاجًا ودفن بالعَرْج، وَهُوَ الَّذِي منزله ببغداد عِنْدَ دار القطن، وكان يكنى أبا عبد الله.
فلا بقية لَهُ، وَكَانَ أصغر أخوته، مَاتَ فِي طاعون عمواس بالشام، ويقال استشهد يَوْم اليرموك فِي خلافة عُمَر. وَكَانَ قَدْ ولد لعبد الرَّحْمَن عبدُ الرَّحْمَن بْن عَبْدِ الرَّحْمَن سمي باسم أَبِيهِ، درج، وَقَالَ بَعْضهم: قتل عَبْد الرَّحْمَن بإفريقية وَذَلِكَ غلط.
فكان ذا بطش وأقدام، وَكَانَ يكنى أبا جَعْفَر. وزعم ابْن دأب أَن عليًا ولاه مَكَّة وأنه كَانَ عَلَيْهَا حِينَ قدمها ابْن شجرة من قبل مُعَاوِيَة وليس ذَلِكَ بثبتٍ. فولد تمام جعفرَ بْن تمام وقثم بْن تمام. وكانت ابْنَة لأبي جَعْفَر الْمَنْصُور عِنْدَ يَحْيَى بْن جَعْفَر بْن تمام، ويقال بَل كَانَتْ عِنْدَ ابنٍ لقُثَم بْن تمام.
وَكَانَ آخر من بقي من ولد تمام يَحْيَى بْن جَعْفَر، وَكَانَ الْمَنْصُور معجبًا بِهِ محبًا لَهُ، فَلَمَّا مَاتَ لَمْ يكن لَهُ عقب، فورثه بنو عَلِي، فوهبوا ميراثهم منه لعبد الصمد ابن عَلِي.
فكان فقيهًا صالحا حمل عنه الحديث، وكان ينزل بقريش [1] عَلَى فراسخ [2] من الْمَدِينَةِ، فيأتي الْمَدِينَةَ فِي كل جمعة وينزل دار أَبِيهِ الْعَبَّاس فَإِذَا صلى انصرف. وكتب كثير عَلَى كفنه الَّذِي أمر أَن يكفن فيه: كثير ابن الْعَبَّاس يشهد (559) أَن لا إِلَهَ إِلا اللَّه وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ [3] وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورسوله. ووُلد لكثير الْحَسَن بْن كثير، درج.
وَقَالَ بَعْضهم: ولد لَهُ يَحْيَى، أمه أم كلثوم الصغرى بِنْت عَلِي بْن أَبِي طَالِب فدرج.
وَهُوَ ابْن الهُذلية، وَقَالَ [4] بعضهم أمه أم ولد، فكان