فَلَمَّا جَاءَ الْغُلامُ قَالَ لَهُ: أَيْنَ كُنْتَ؟ قَالَ: كُنْتُ فِي مَوْضِعِ كَذَا، فَعَفَا عَنْهُ ولم يضربه، فقيل: أو لست قد حلفت؟ قال: أو لم أَعْفُ عَنْهُ، إِحْدَاهُمَا بِالأُخْرَى.
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: حُدِّثْتُ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ لَمَا كُفَّ بَصَرُهُ قَالَ أَوْ تَمَثَّلَ:
مَا زَالَ عُمْرِي [1] عَلَى الأَيَّامِ مُنْتَقِصًا ... حَتَّى فنيتُ وَحَبْلُ الدَّهْرِ مَمْدُودُ
أُقَدِّمُ الْعُودَ قُدَّامِي وَأَتْبَعُهُ ... وَكُنْتُ أَمْشِي وَمَا يَمْشِي بِيَ الْعَوْدُ
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي إِسْرَائِيلَ وإسحاق الفروي قَالا، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، أَخْبَرَنَا عَمْرٌو [2] قَالَ: لَمَّا وَقَعَ فِي عَيْنِ ابْنِ عَبَّاسٍ الْمَاءُ أَرَادَ أَنْ يَتَعَالَجَ مِنْهُ فَقِيلَ لَهُ:
إِنَّكَ تَمْكُثُ كَذَا وَكَذَا يَوْمًا لا تُصَلِّي إِلا مُضْطَجِعًا فَكَرِهَ ذَلِكَ.
حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ الْفَرْوِيُّ عَنِ الْعَبَّاسِ الأَنْصَارِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَثِيرٍ الأَنْصَارِيِّ، أَحْسَبُهُ عَنْ مُجَاهِدٍ، قَالَ: أَتَى ابْنُ عَبَّاسٍ عثمان ابن عَفَّانَ وَعِنْدَهُ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَخَرَجَا جَمِيعًا، فَأَرَادَ زَيْدُ أَنْ يَرْكَبَ فَأَخَذَ ابْنَ عَبَّاسٍ بِرِكَابِهِ، فَامْتَعَضَ [3] زَيْدُ مِنْ ذَلِكَ وَقَالَ: مَا هَذَا فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي! فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِعُلَمَائِنَا، فَقَبَّلَ زَيْدٍ يَدَهُ وَقَالَ: هَكَذَا أُمِرْنَا أَنْ نَفْعَلَ بِأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّنَا.
حَدَّثَنِي أَحْمَد بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيّ، حَدَّثَنَا عُبَيْد اللَّهِ بْنُ مُوسَى وَزَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ الْعُكلِيُّ جَمِيعًا قَالا، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّوْرِيُّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ [4] عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ كَانَ يَبْتَاعُ الرِّدَاءَ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ.
حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، أَخْبَرَنَا مُعَاوِيَةُ عَنْ أَبِي حَيَّانَ التَّيْمِيِّ عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ قَالَ: رَأَيْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَمِيصًا سَابِرِيًّا يُتَبَيَّنُ إِزَارُهُ من رقته.