الدماء وسوء العواقب [1] .

وقدم المنصور الْبَصْرَة، فأرسل إِلَى عَمْرو أن النَّاس مجمعون عَلَى أنك قد بايعت محمدًا. فَقَالَ عَمْرو: والله لو قد قلدني النَّاس أمرهم عَلَى أن أختار لهم إماما مَا اخترته فكيف أبايع محمدًا؟! وكتب المنصور عَلَى لسان مُحَمَّد كتابا إِلَى عَمْرو بْن عبيد، فلما قرأه قَالَ للرسول ليس لَهُ جواب عَلَى ذاك، قل لَهُ: دعنا عافاك اللَّه نعيش فِي هَذَا الظل ونشرب هَذَا الماء البارد حَتَّى يأتينا الموت. فلما رجع الرسول إلى المنصور (و) أخبره فقال: هذه ناحية قد كفيناه.

97- قالوا: وضيق رباح عَلَى عَبْد اللَّهِ بْن الحسن، وأخذ أخاه حسن ابن حسن، وعدة من أهلهما فحبسهم، وحج المنصور سنة أربع وأربعين ومائة فتلقاه رباح بالربذة، فأخبره بما صنع بعبد اللَّه ومن مَعَهُ، وقد كَانَ حملهم يتلقى المنصور بهم، فدعا المنصور بعبد اللَّهِ فأغلظ عَبْد اللَّهِ لَهُ، فأمر ببيع متاعه واصطفاه ماله فبيع متاعه وصير فِي بيت المال بالمدينة، فأخذ مالك بْن أنس الفقيه رزقه من ذَلِكَ المال بعينه اختيارًا منه [2] .

ودعا المنصور بعقبة بْن سلم (ظ) فَقَالَ لعبد اللَّه: أتعرف هَذَا؟ فسقط فِي يده

طور بواسطة نورين ميديا © 2015