فقال: أخرجوا زيادا فإني غير مجامعه فِي قَوْمٍ. وَكَانَ زِيَادٌ عَامِلا لابْنِ عَبَّاسٍ بِفَارِسَ فَأَصَابَ مَالا فَلَجَأَ إِلَى الأَزْدِ فَأَلْجَأَهُ [1] صبرة بن شيمان (الأزدي) الحدانيّ وأنزل معه (منزله) فَأَبَوْا أَنْ يُخْرِجُوهُ، وَأَبَى ابْنُ الْحَضْرَمِيِّ أَنْ يَنْتَقِلَ إِلَيْهِمْ إِلا بِإِخْرَاجِ زِيَادٍ، وَأَنْزَلَهُ جَارِيَةُ فِي دَارٍ فِي مَرْبَعَةِ الأَحْنَفِ وَأَتَاهُ نَاسٌ فِيهِمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَازِمٍ، ثُمَّ تَرَكَهُ جَارِيَةُ فَسَارَ إِلَيْهِ أَصْحَابُ عَلِيٍّ وَأَحَاطُوا بِدَارِهِ وَقَالُوا: مَنْ خَرَجَ عَنْهُ فَهُوَ آمِنٌ. فَخَرَجَ نَاسٌ مِنَ النَّاسِ وَلَمْ يَخْرُجِ ابْنُ خَازِمٍ فَأَتَتْهُ أُمُّهُ- وَكَانَتْ حَبَشِيَّةً رَاعِيَةً اسْمُهَا عَجْلَى- فنادته فأشرف عليها فقالت: انزل. فأبى فَأَلْقَتْ دِرْعَهَا وَقَامَتْ فِي إِزَارٍ، وَقَالَتْ: لَتَنْزِلَنَّ أَوْ لأُلْقِيَنَّ إِزَارِي فَأَفْضَحَكَ!!! فَنَزَلَ وَاشْتَعَلَتِ النِّيرَانُ فِي دَارِ ابْنِ الْحَضْرَمِيِّ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا، فاحترق هو ومن معه فيها، فقال ابن أبي العرندس (كذا) :

رددنا زيادا إِلَى داره ... وجار تميم دخانا ذهب

لحي اللَّه قوما شووا جارهم ... ولم يدفعوا عنه حرّ اللهب

(قال البلاذري) : والثبت: إن جارية لم يأت مُعَاوِيَة، والخبر (الصواب) هو الأول.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015