[بالأمس قد ملككم] (?) وجاز فيكم أمره ونهيه، وقد صار إلى ما ترون، وقبض روحه ملك الملوك الحيّ الذي لا يموت، فلا تغترّوا بعده بالحياة؛ فالحياة في هذه الدّنيا متاع الغرور.
252 - وقال أبو الحسن المدائني (?): حدّثني عمرو بن مسعدة (?) قال:
قال لي المأمون يوما: ألا أفيدك مصون الرّوم واليونانية من الحكمة؟ قلت:
بلى يا أمير المؤمنين. قال: إنّي قرأت في صحف من كتبهم أنّ الإسكندر لمّا مرض مرضه الذي مات فيه أرسل إلى أرسطاطاليس (?) وكان معلمه الذي يصدر عن رأيه، ويعرف علمه وحقّ فضله، فقال له: أيّها الحكيم المؤتمن، خفف عن الطبيعة ما عليها من الثقل بكتاب تكتبه إلى الشّفيقة والدتي أرفية (?) تحضّها فيه على الصّبر، وتذكّرها فيه بمن سلف من الملوك خلّفوا ما خلّفت، وصرت إلى عرصاتهم وميدان حلبتهم، قد انقطعت أخبارهم، ودرست آثارهم، فعادت الحركة سكونا، والأجسام همودا، والأرواح خفوتا؛ واقرأه