نعم، يا أمير المؤمنين. فقال: أما إنه لو كان لأمر الدنيا ما رأيت هذا، ثمّ رمى بالقرطاس إليّ، فإذا فيه شعر لأبي العتاهية بخطّ جليل:

هل [أنت] معتبر بمن خربت … منه غداة قضى دساكره (?)

وبمن أذلّ الموت مصرعه … فتبرّأت منه عشائره

وبمن خلت منه أسرّته … وبمن خلت منه منابره

درست محاسن وجهه ونفى … عنه السّرور كرى يباشره (?)

أين الملوك وأين عزّهم … صاروا مصيرا أنت صائره

يا مؤثر الدّنيا بلذّته … والمستعدّ لمن يفاخره (?)

نل ما بدا لك أن تنال من الدّ … نيا فإنّ الموت آخره

ثم قال: كأنّي والله أنا المخاطب بذلك دون النّاس. ولم يلبث بعد ذلك إلاّ قليلا حتى مات.

172 - أبو حيّة النّميريّ (?):

وإن تمس وحشا داره فلربّما … تناطح أفواجا بهنّ الرّكائب

وما غائب من كان يرجى إيابه … ولكنّه من ضمّن القبر غائب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015