إن راعني منك الصّدود … فلعلّ أيامي تعود
ولعلّ عهدك باللّوى (?) … يحيا فقد تحيا العهود
فالعود ييبس تارة … وتراه مخضرّا يميد
إنّي (?) لأرجو عطفة … يبكي لها الواشي الحسود
فرجا تقرّ به العيون … فينجلي عنها السّهود
357 - وقال عبد الله بن المعتز (?): لما أمر المكتفي بحبسي في بغداد، نالني خوف عظيم، وبقيت محبوسا إلى أن قدم المكتفي إلى بغداد، وازداد خوفي بقدومه ولم أنم تلك الليلة خوفا وقلقا بوروده، فمرّت بي في السّحر طيور، فتمنّيت أن أكون مخلّى مثلها، لما يجري عليّ من النّكبات، ثمّ فكّرت في نعم الله تعالى، وما حازه لي من الإسلام، والقربة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وما أؤمّله من البقاء الدّائم في الآخرة. وقلت في الحال:
يا نفس صبرا فإنّ الخير عقباك (?) … خانتك من بعد طول الأمن دنياك
مرّت بنا سحرا طير فقلت لها … طوباك يا ليتني إيّاك طوباك
لكن هو الدّهر فالقيه على حذر … فربّ مثلك تنزو تحت أشراك (?)
فما أصبحت إلا قد سأل المكتفي عنيّ، وأمر باطلاقي، وأطلق لي مالا.